لا شرعية دستورية للانضمام إلى الناتو!

كتب ستيفان ليندغرين Stefan Lindgren، وهو صحفي وكاتب سويدي، مقالة في صحيفة 8 Dagar السويدية، ونظراً لأهمية الأفكار الواردة فيه ننقله إلى العربية بتصرف.

مع ملاحظة أن العنوان من عندنا.

طلال الإمام

يمثل ماغنوس كريستينسون Magnus Christensson، وهو محاضر في العلوم العسكرية في أكاديمية الدفاع السويدية، التفكير المتعثر السائد في الأوساط السويدية العليا.

نظراً لعدم إجراء أي نقاش حول تبعات ما يعنيه أن نكون جزءاً من حلف الناتو قبل اتخاذ القرار بطلب الانضمام، يجب أن يجري ذلك الآن بعد القرار، كما يقول كريستينسون مضيفاً: (إنها خطوة مهمة للشرعية)!؟

لا يمكن لأيّ نقاش بعد طلب الانضمام أن يبرر الانقلاب_ القفز فوق الدستور_ الذي تستتبعه هذه العضوية في هذا الحلف.

كنت قد أوضحت في عدد لا يُعدّ ولا يُحصى من المساهمات والمقالات، بأن الشكل الحالي للحكومة السويدية يسمح لها بالانضمام فقط إلى المنظمات الدولية التي تعمل من أجل التعاون السلمي.

بغض النظر عن الموقف من الناتو، لا يمكن لأحد في العالم أن يصفه بأنه منظمة سلام، إنه حلف عسكري.

بناء على ذلك كان يجب الالتزام بالدستور، وبحسب رأي المشرعين كان ينبغي أن يسبق ذلك استفتاء شعبي.

لكن الحكومة تجاهلت الدستور. كما تجاهلت رأي الشعب السويدي.

من هذا المنطلق يتعين عليها الآن القبول بحقيقة أن عضوية الناتو تفتقر تماماً إلى الشرعية.

لا يمكن لأية مناقشة بعد الانضمام لهذا الحلف العسكري أن تعالج هذا الخرق للدستور. وسوف تفشل جميع المحاولات الهادفة لذلك. (لا يمكن وضع العربة أمام الحصان).

يقول كريستينسون إنه قد تكون هناك الآن صعوبات لأن السويد لم تكن في حالة حرب في العصر الحديث. ولا توجد في ذاكرة الناس. مرة أخرى، النظرية الرجعية القديمة القائلة بأن أولئك الذين كانوا في حالة حرب هم فقط من يمكنهم الدفاع عن أنفسهم وأن 200 عام من السلام قد خدّرت الشعب السويدي الذي يتعين عليه الآن (الصحوة).

كان لدى السويد إجماع فريد على دفاعها عن نفسها، دفاع وطني مع التركيز على التجنيد العام والمنظمات التطوعية.

الآن وُضع هذا الإجماع على (متن القارب) لصالح العصابة الإجرامية التي تشكل صانعي القرار الأساسيين في الناتو، أولئك الذين بدؤوا الحرب وأججوا حرباً حتى آخر أوكراني، مع الذين يغذون حرباً بأسلحة غير مشروعة من تسرّب اليورانيوم والقنابل العنقودية وأعمال الإرهاب (تفجيرات نورد ستريم وسد كاخوفكا).

هكذا أيها السادة موقف الفريق الذي يدّعي تمثيلكم. لقد أرادها بهذه الطريقة وسيحصل عليها بهذه الطريقة. على هذا الفريق توقع استياء شعبي واسع النطاق عندما تطأ أحذية الناتو الأراضي السويدية.. عندما يدرك الشعب السويدي أن السويد أصبحت للتو هدفاً مشروعاً لهجوم نووي، كعضو في منظمة للحرب الهجومية يغدو رفض التجنيد الإجباري ورفض استخدام السلاح أسلحة سياسية مشروعة في ذلك النضال.

العدد 1105 - 01/5/2024