رسالة نوروز Name yê Norozê

حكمت جولاق:

مئات الملايين من الشعوب يحتفلون برأس السنة للشعوب الآرية، ومنهم الكرد، يحتفلون في الـ 21 من آذار بعيد النوروز ورأس السنة الكردية، التي تصادف هذا العام 2634.

– الكرد، على وجه الخصوص، حافظوا على رمزية هذا العيد، علماً أنه عيد مشترك بين عدة شعوب في العالم، منهم الفرس والأذر والطاجيك وغيرهم.

فانقلاب فصل الشتاء إلى فصل الخير هو النوروز، وانقلاب الفكر العبودي إلى الفكر التحرري هو النوروز، وانقلاب الخير على الشر هو النوروز.

فالنوروز اليوم عند الكرد تحديداً هو انقلاب الحرية والسلام على الظلم والعبودية، برمزية يحملونها بصورة دائمة في أعيادهم، وهي شعلة كاوا الحداد، الذي أجمعت كتب التاريخ والأساطير القديمة أن الكردي الذي تبرّع لقتل الملك (ضحاك) الظالم للعديد من الشعوب.

وإشارة انقلابه على الملك وقتله كانت بإشعال شعلة فوق أسوار القلعة التي يحتمي فيها الملك (الطاغية)، فأشرقت شمس يوم جديد بعهد ربيعي جديد (Norozê)، ولكن هذا العيد صار رمزاً لجميع الثورات التحريرية لدى العرق الىري، هو عيد وثورة لإثبات أن الاختلاف والتنوع القومي والعرقي هو مفتاح الحضارات ومفتاح السلام، وملتٍ الدبلوماسية الإنسانية في عودة الشعوب إلى جذورها التاريخية.

النوروز فكر تحرري جاء ليجمع الشعوب لا ليفرقها، وجاء ليوحد لا ليشتّت، جاء ليرفع الظلم والقهر عن جميع الشعوب المضطهدة التي وقعت ضحية السياسات الغربية الاستعمارية (إنكلترا وفرنسا) الفاسدة والمتلاعبة بحق الشعوب بتقرير مصيرها وحق الشعوب في أن تتوحد لا أن تتفرق.

نحن الكرد في عفرين السورية، لم يتسنَّ لنا أن نحتفل بعيد النوروز، في أرضنا وبيوتنا، للسنة الخامسة على التوالي، بسبب احتلال عفرين من قبل النظام التركي ومرتزقته.

كيف نحتفل وقسمٌ من أهلنا تحت الاحتلال، والقسم الآخر نازح خارج منطقة عفرين، والجميع يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ومعقدة.

كنا نحتفل بعيد النوروز مع أصدقائنا من جميع مكونات الشعب السوري.

نحمل شعلة كاوا ونوقد النيران على قمم الجبال ليلاً، ونخرج للطبيعة نهاراً، ونقيم الدبكات والرقصات الفلوكلورية، وهذا هو معنى عيد النوروز ببعده الإنساني، وما زلنا ننتظر اليوم الجديد في عفرين، بعد خروج المحتل التركي لنحتفل مع كل أبناء الشعب السوري بعيد النوروز، عيد الحرية والسلام.

فلنعمل جميعاً لنجعل من عيد النوروز عيداً وطنياً سورياً.