عرض عضلات على المواطن فقط.. وعلى الفاسدين مكبوحة
السويداء- معين حمد العماطوري:
يبدو أن صمت الناس وعدم المطالبة بحقوقهم المشروعة جعلت المؤسسات الرابحة والخاسرة تستعرض عضلاتها وتستقوي عليهم، فتزيد الأسعار باللحظة التي تريد دون رادع قانوني أو أخلاقي، والغاية زيادة في خزائن ربحها من دم المواطن وليس من جيبه، بل من دمه وقوته، فهل بعد رفع الأسعار لدى بعض الجهات الحكومية يومياً يجعل أملاً في الحياة، عند كل طبقات المجتمع، وللتوضيح سأطرح بشكل تدريجي لإثبات استعراض الحكومة الرشيدة عضلاتها فقط على المواطن، أما على الفاسدين فكأنها تقطع يديها.
من المعلوم أنه منذ تأسيس شركتي (سيريتل) و(أم تي أن)، كانتا رابحتين، وعند مطلع كل فجر يدخل خزائنهما مليارات الليرات السورية، ومع ذلك رفعت أسعار المكالمات لديها منذ زمن لا يتعدى ثلاثة أعوام، واليوم ترفع قيم النت والمكالمات معاً رغم ربحها الدائم.. هذان مثالان من الشركات الرابحة؟
ونأتي على حالة ثانية أشدّ مضاضة وظلماً على المواطن، في كل عام يقع الفلاح وخاصة مزارعي التفاح تحت قبضة الضمّان أو التاجر، لأن الجهات المعنية بتقدير أسعار التفاح تتأخر في صدور التسعيرة وبالتالي يتأخر قطافه ويتساقط أرضاً قسم كبير من الإنتاج، الأمر الذي يسبب خسارة الفلاح مضاعفة، وهو ينتظر صدور التسعيرة، وبهذه الفترة ينقض التاجر كالليث الهادر على فريسته وينهش بالفلاح، ويقتنص إنتاجه بأقل الأسعار وخلال ثلاثة أشهر فقط أو أقل يبيعها للمستهلك وللفلاح نفسه بثلاثة أضعاف ما اشتراه، أي يحقق أرباحاً طائلة وهو طوال العام جالس على كرسيه دون عمل ولا وجل، والسبب أن الجهات الرسمية لم تعلن التسعيرة بالوقت المناسب، هذه كارثة كل عام وبات المزارع يشعر حقاً أن هناك خطة ممنهجة للقضاء على مستقبل الزراعة والمزارعين، وهناك معاملات سمسرة عليه بمنح التجار والمستثمرين فرصة الربح المضاعف، وعلى ما يبدو أن رائحة الفساد باتت واضحة للعيان، ونظرية المؤامرة الداخلية على الفلاح والمزارع واقعية وبامتياز.
هذا العام لم تصدر التسعيرة إلا بتاريخ 26 أيلول 2021، بعد أن حصل التاجر على ما يريد من إنتاج وبالسعر الذي يناسبه، ولم يتمكن الفلاح تقريباً من رد تكاليف إنتاجه دون أي هامش ربح، حتى أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قائمة الأسعار وحددت تسعيرة التفاح. وقد أوضح مدير فرع السورية للتجارة في السويداء ربيع غانم أن الشركة باشرت بتسويق مادة التفاح في المحافظة بتاريخ ٢٦ / ٩ وفق الأسعار التالية:
تفاح أحمر أول ١١٠٠ ليرة للكيلو، والثاني ٩٠٠، والثالث ٥٠٠،
تفاح أصفر أول ١٠٠٠ ليرة للكيلو، والثاني ٨٥٠، والثالث ٤٥٠،
الموشح ٩٥٠ ليرة الأول و٨٠٠ الثاني و٣٥٠ للثالث
مع عدم تحديد الكميات التي سيتم استجرارها من المزارعين، بعد أن اشتراه التاجر بأقل من ذلك بكثير جداً، علماً أن سعر التجارة الداخلية لا يحقق للفلاح الربح المطلوب ليحقق شرط الحياة واستمرارها بالحد الأدنى من العيش.
وأيضا (الكونسروة) ترفع أسعار منتجاتها للمرة الثانية خلال أقل من شهرين، فقد حددت بالقرار 162 الصادر بتاريخ 18/ 8/ 2021 وأعلنت يوم الثلاثاء 21/ 9/ 2021 عن صدور القرار 220 المتضمن نشرة أسعار جديدة (أي بفارق شهر تقريباً بين القرارين)، وقد حددت سعر علبة معجون البندورة وزن 4500غ وكثافة 28-30 للمستهلك بـ 2500 ليرة سورية، ومرطبان 660غ 3500 ليرة، ومرطبان 1350غ 6375 ليرة، وبالنسبة للمربيات بلغ سعر مرطبان المشمش وزن 750غ 5500 ليرة والفريز 4000 ليرة، والكرز 5250 ليرة، كما حددت الشركة في قرارها سعر مبيع علبة الحلاوة بالطحينية وزن 800غ 8250 ليرة ومرطبان ورق العنب 900غ 7800ليرة، ومرطبان الانكنار 8 قطع 6000 ليرة، وعلبة الحمص بالطحينية 380غ 2300 ليرة والفول المفرز 500غ بسعر 4400 ليرة.
وحتى الأطفال لم تشفع لهم براءتهم فاستجابت وزارة الصحة لطلب مستودعات (نستله) و(الحمرات للأدوية)، وأعادت تسعير عبوات حليب نان وكيكوز وسويسلاك وأس 26، وأصبح سعر أقل عبوة بـ10,500 ليرة، وأعلاها بـ15,900 ليرة.
والسؤال: هل يمكن معرفة لماذا مؤسسات الدولة تستعرض عضلاتها على المواطن الفقير، وتترك الأغنياء؟
إلى متى؟ إلى متى؟ الجوع ثم الجوع دق ناقوسه، وحذار من ثورة الجياع.. الحذر ثم الحذر.. ودمتم.