الشباب صانع السلام اليد العاملة لبناء مجتمع مزدهر

وعد حسون نصر:

لطالما كان للشباب دور أساسي في إحداث تغيير نوعي بالمجتمع، ذلك أنهم يتقبّلون التغيير بسهولة، ولديهم القدرة على التعامل مع الجديد والتكيّف معه، وإيجاد أفكار إبداعية فيه. كما يتمتّع شبابنا بالمنافسة الشريفة في الإبداع والابتكار وخلق المبادرات في مختلف المجالات والمؤسسات، وهذه الأمور تساهم بالطبع في تنمية المجتمع وازدهاره من خلال دور الشباب الفعّال على الصعيد السياسي والثقافي والاقتصادي والفني والتربوي. حتى في الثورات، الشباب هم فتيل الثورة وهم محركها باتجاه الإصلاح والتغيير والعدالة والمساواة. ودائماً تتجه الأنظار والآمال نحوهم، لأنهم النبض القوي والشعلة الحمراء، ففي كل وقفة ينادي شبابنا بالتغيير، وأكبر مثال على ذلك الشباب السوري خلال الأزمة، إذ كانوا هم محرك وفتيل التغيير، رغم أننا لاحظنا أن منهم من اتجه نحو العنف والقتل بتأثير البيئة وتأثير بعض الأشخاص ممّن نصّبوا أنفسهم قادة رأي، ومنهم من قرر الحياد والوقوف متفرجاً على ما يجري، ومنهم من قرر الهجرة واتخاذ موقف المنتقد المعارض خارج البلد، أو رأى في الهجرة متنفساً لتحقيق طموحاته، ومنهم من قرر نشر السلام لأنه مؤمن أن في هذا البلد ولد السلام ومنه سيعمّ السلام، لذلك لا يمكن تجاهل الشباب خلال صنع القرار، مثلما لا يمكن تغييبهم عن الساحة. فإذا كانت طاقة وقوة الشباب هي رأسمال كل مجتمع، وعامل حيويته، فقد أضحى من الأهمية بمكان الاستجابة لمختلف تطلعاتهم خاصة أنهم يشكلون شريحة واسعة من القاعدة السكانية.

من جملة تطلعات الشباب وأهمها تحقيق شروط العيش الكريم والمواطنة والكرامة والعدالة الاجتماعية، كذلك التركيز على أهمية ردّ الاعتبار لمجموعة من المؤسسات والقنوات التي كانت تساهم في تفعيل دور الشباب وتوجيههم للسير نحو مستقبل شبابي بامتياز، من خلال تنظيم حوار وطني موسّع حول قضايا هذه الفئة ومستقبلها وأحلامها وطموحاتها، وخلق مؤسسة دستورية للشباب تساهم من تمكينهم من طرح وجهات نظرهم حول قضايا متعددة ومعالجتها بهدف انخراط الشباب في مسارات تحوّلات المجتمع وإصلاحات الدولة بشكل واعد.

لذلك هنا لابدّ من التركيز على سلوك شبابنا الذين بيدهم محرك عجلة البلد نحو التقدم، ولابد من سحب السلاح المنتشر بيد شبابنا السوري وغسل نفوسهم من الشرور، وإزالة الحقد بالمحبة والتسامح، وتوظيف خبراتهم نحو الخير. والآن وبعد خروجنا من أزمة ودخولنا بحالة وباء واشتداد الفقر علينا، لابد أن نسير بشبابنا نحو بر الأمان، وذلك من خلال تفعيل دورهم الإيجابي بالمجتمع والمؤسسات الإنسانية، والعمل على توظيف طاقات شبابنا بالعمل المفيد من خلال الحد من البطالة، فمن المعروف أن البطالة هي سم فاسد يعبث في عقول الشباب العاطل عن العمل من خلال سعيه وراء الفساد والسرقة والإدمان، فتوجيه الجيل نحو العلم والعمل يصنع بلداً قوياً ذا قواعد وركائز ثابتة، لذلك ابنوا وطننا بسواعد شبابنا وفكرهم وطموحاتهم، وضعوهم في المكان المناسب لكي تظهر نتائج نجاحهم بازدهار أوطانهم.

العدد 1105 - 01/5/2024