دون خجل.. حكومة ظالمة!

رمضان إبراهيم:

وكأن ما يكابده ويعاني منه المواطن ليس بكافٍ، بعد كل الزيادات التي طرأت على مستلزمات المعيشة، دون أي خجل، على يد الحكومات السابقة، وجاءت الحكومة الحالية لتجعلنا نترحم على تلك وعلى أيامها.

وإذا كان لصوت المواطن وصراخه القليل من الصدى الذي قد يخدش هدوء المعنيين وصمتهم، فإن صراخ مواطن اليوم وعويله لم يعد يعني أحداً في هذه الحكومة أو السلطة.

المواطن الذي ينتقل من مطب إلى آخر ومن شقاء إلى شقاء بات همّه اليومي رغيف الخبز وأسطوانة الغاز والمازوت، سواء كان للتدفئة أو لأغراض زراعية كعمليات قش الأراضي والتخلص من الأعشاب اليابسة والحشائش، أو تشغيل مضخات المياه لإرواء المزروعات في ظل انقطاع الكهرباء ساعات وساعات، ولم يعد يفكر إلا في كيفية الخلاص من هذا الكابوس الجاثم على صدره منذ أكثر من عشر سنوات:

المهندس أحمد تحدث عن الخيبة التي يشعر بها ويتحسّر على فرصة العمل التي أتيحت له في إحدى الدول، ويضيف:

كل يوم كنت اقنع حالي أن الأمور والاحوال ستتحسن، ولكن الصدمة أن لا أحد يسعى إلا لزيادة إذلالنا وزيادة حرماننا، إلى أن وصلت إلى قناعة تامة أن القادم أعظم لأن لا أحد يمكنه أن يتخيل إلى أي هاوية قد تحملنا هذه الحكومة! بالنسبة لي أسعى وبكل جهدي للخروج إلى أي مكان أشعر فيه أنني إنسان!!

وفيما يتعلق بزيادة سعر المازوت والخبز وانعكاسه على الطبقة الفقيرة التي لا تملك دخلاً شهرياً ثابتاً، قال السيد مهنا خضور:

عندما تقرر الحكومة أي زيادة على الأسعار فإن جميع المواطنين سيدفعون ما يترتب عليهم من زيادة شاؤوا أم أبوا، ولكن عند زيادة الأجور والرواتب فإن شريحة الموظفين هم فقط من يحصلون على الزيادة مهما كانت نسبتها.

وفيما يتعلق بزيادة سعر الخبز والمازوت فلا يسعني إلا أن أذكّرهم بعشرات التصاريح وعلى أكثر من لسان بعدم زيادة سعر الخبز واعتبار ذلك من الخطوط المحرّمة، أو المازوت الذي سينعكس ارتفاعه على كل شيء بدءاً بأجور النقل وليس انتهاء بأجور نقل البضائع والسلع، فالتاجر لا يخسر وسوف يقوم بتحميل ذلك على ثمن السلعة.

على ما يبدو لا أحد يفكر بنا نحن طبقة الفقراء والمسحوقين رغم كل ما نتعرض له من ضيق وشقاء، فلا علاج لأوجاعنا ولا صدى لصراخنا مهما ارتفع.

السيدة أم محمود تحدثت في البداية عما تعانيه يومياً عند الذهاب إلى مكان عملها في مركز المحافظة أو عند العودة، وتضيف إن ساعات الانتظار بالرغم من ثقلها على الموظف خصوصاً عند انتهاء عمله تبقى خفيفة قياساً بقرارات هذه الحكومة التي على ما يبدو لا تخجل، فقد أوصلتنا إلى مستوى غير مسبوق من الفاقة والعوز لم نعد قادرين على التحمل في ظلّ كلّ هذا الفلتان في القرارات والزيادات الشهرية على معظم السلع، وانقطاع العديد منها لحين زيادة ثمنه.

ما يحدث غير مقبول أبداً في ظل عدم التفكير الجدّي بالخروج من عنق الزجاجة.

السيد إبراهيم عيسى كان متوتراً وهو ينتظر وصول الخبز إلى أحد المعتمدين في المدينة، وتلفظ بكلمات لا يمكن أن نذكرها هنا قبل أن يعود إلى هدوئه:

في الحقيقة لا يمكننا إلا أن نطلب من الله طول البال والصبر، فأنا منذ السادسة والنصف والآن الساعة التاسعة ولم يتكرموا علينا بمخصصات المعتمد بالخبز.

الفريق الاقتصادي الفاشل هو من أوصلنا إلى هنا وسياساتنا الفاشلة على جميع الأصعدة هي من أوصلتنا إلى هنا، فالفشل في كل شيء هو عنوان العقدين الماضيين ولكن على ما يبدو لم تكن حينها قد حانت ساعة الصفر.

أنا لا قناعة لي بأي أحد في الداخل ولا حتى في الخارج، فالجميع يبحث عن مصالحه، عن زيادة ثرواته على حساب هذا الشعب.

ابتدعوا لنا فكرة البطاقة لإلهائنا عن التفكير إلا بالرسائل التي قد تردنا على هذه البطاقة.

طبعا فكروا بالبطاقة قبل أن يفكروا في كيفية تأمين المادة أو السلعة.

أخيراً

شئنا أم أبينا فالقرارات الحكومية تتوالى وكلها تصب في خانة الإذلال والإفقار للمواطن الذي كبس الملح على الجرح ورفض الخروج من بيته ومن أرضه، وظل يعمل ويعمل، ولكن يبدو أنه سيتم استنزافه حتى الرمق الأخير، في ظل إمعان الحكومة في سياسة التشليح وفرض المزيد من الضرائب والزيادات على كل شيء باستثناء الدخل الذي ظل هزيلاً أمام جبروت ما حدث ويحدث!

 

العدد 1102 - 03/4/2024