سياسة التتريك في عفرين
عفرين – خاص:
تقوم سلطة الاحتلال التركي ومرتزقته من الفصائل الإسلامية المسلحة باتباع سياسة التتريك في منطقة عفرين بشكل ممنهج، فقد فرضوا التعامل بالليرة التركية في جميع التعاملات المالية، وفرضوا اللغة التركية في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، ورفعوا العلم التركي على جميع مراكزهم ودوائرهم، وفرضوا الهوية التركية بدلاً من الهوية السورية على المواطنين، وغيروا أسماء الشوارع والساحات في مدن وبلدان منطقة عفرين وبدلوها بأسماء تركية، فالساحة الرئيسية في مدينة عفرين سموها ساحة (رجب طيب أردوغان) وجميع الحدائق الموجودة صارت أسماؤها تركية.
وهناك حركة دينية متطرفة نشطة تركز على فئة الشباب والأطفال من قبل هيئات ومنظمات تعليم الدين، تابعة للإخوان المسلمين مبكراً، إضافة إلى معاهد تحفيظ القرآن، وإقامة الندوات والمسابقات وتوزيع الهدايا في هذه المعاهد.
إن عملية التتريك طالت كل نواحي الحياة في منطقة عفرين، وهدفها تغيير الإرث الثقافي والحضاري لعفرين، وأخطر ما يجري ضمن سياسة التتريك هو التغيير الديمغرافي بحق السكان الكرد عبر إقامة المستوطنات في جميع أنحاء المنطقة بعد تشريد سكانها الأصليين، واستقدام عناصر من التركمان والإيغور وعوائل المسلحين الموالين للنظام التركي وترسيخ توطينهم، وهناك أموال طائلة تأتيهم من الكويت وقطر، باسم التجارة والجمعيات الخيرية عن طريق مشيخات الإخوان المسلمين التابعة لحزب العدالة والتنمية التركي.
ويحاول المحتل التركي أن يطبّق في عفرين السيناريو نفسه لعملية سلب لواء إسكندرون.
ونظراً للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري بعد 10 أعوام من الأزمة، هناك البعض يريدون اعتبار مصالح الشعب السوري وحقوقه والأرض السورية أوراقاً رخيصة ضمن لعبة الأمم وفي بازار المصالح الدولية التي تقام على حساب مصالح الشعوب الفقيرة والمتوسطة.
إن مهمة التصدي لهذه المخططات الاستعمارية الخطيرة هي مهمة وطنية لجميع السوريين، ولا تنجح مقاومة المحتلين إلا بوعي الشعب السوري ووحدته.
وهنا نطلب من حكومتنا رفع شكوى للأمم المتحدة حول ما يجري في عفرين، لأنه يمس كرامة المواطن وحياته ووجوده التاريخي على أرضه.