الاستيطان في عفرين

عفرين – خاص:

لاتزال حكومة الاحتلال التركي، من خلال الميليشيات المسلحة الموالية لها، تشدّد الخناق على سكان عفرين الأصليين من الكرد، وتفرض سيطرتها على كل مفاصل الحياة، وتعمل على تهجيرهم، لتوطّن مكانهم التركمان وأسر عناصر الميليشيات المسلحة الذين جرى استقدامهم من مختلف المناطق السورية، مما يساعدهم على تطبيق سياسة التهجير والتوطين أسوة بما يقوم به العدو الصهيوني في فلسطين. ويقوم المحتل التركي في الآونة الأخيرة ببناء 18 مستوطنة في منطقة عفرين، موزعة على كل نواحي المنطقة، ويتراوح عدد الشقق في كل مستوطنة من 100-240 شقة، وتبنى هذه المستوطنات على أراضي المواطنين وممتلكاتهم في عفرين بالإكراه وغصباً عنهم.

وتمول بناء المستوطنات جمعيات خيرية إخوانية من قطر والكويت (جمعية العيش بكرامة – جمعية الأيادي البيضاء)، وتُشرف منظمة الإفاد التركية الإخوانية على بناء هذه المستوطنات، وتدعم بناء مدارس دينية خاصة في قرى وبلدات منطقة عفرين.

كما أن الوضع الصحي والمعيشي في منطقة عفرين ينذر بكارثة إنسانية كبيرة.

على المستوى الصحي: أغلب القائمين على إدارة الصيدليات البشرية وتوزيع الأدوية وبيعها ليسوا صيادلة، بل هم تجار مثل بائعي الخضرة ومحسوبين على الفصائل الإرهابية المسلحة، فلكل قائد فصيل عدة صيدليات، وتباع الأدوية المنتهية الصلاحية وتختلف الأسعار من صيدلية إلى أخرى.

– على المستوى المعيشي: إن سكان منطقة عفرين الأصليين نهبت ممتلكاتهم وبيوتهم ومواسمهم الزراعية على مدى ثلاث سنوات مضت، حتى وصل بهم الحال إلى أدنى درجات الفقر والعوز وصعوبة حصولهم على قوتهم اليومي، بسبب البطالة المنتشرة بينهم، ومازال كل شيء في عفرين هو، بنظر المحتل التركي ومرتزقته، إرهابي: البشر والشجر والحجر والجبال والتلال والغابات والآثار، يقومون بفرض الأتاوات واعتقال المواطنين رجالاً ونساء ووضعهم في سجون خاصة، ويبلغ عدد المواطنين في سجون المحتل ومرتزقته أكثر من 3000 سجين، البعض منهم قضى أكثر من 3 سنوات في السجن دون محاكمة.

السياسة الممنهجة التي يتبعها المحتل التركي ومرتزقته في عفرين هدفها الأساسي هو التغيير الديمغرافي بحق سكان عفرين، ولكن مهما حاول الفاشي أدوغان والموالون له تغيير وجه عفرين الأصلي فستبقى منطقة عفرين جزءاً عزيزاً من الوطن السوري، ويبقى شعبها جزءاً أساسياً من الشعب السوري.

الشعب السوري بكل قواه الوطنية والتقدمية مدعو اليوم لدعم نضال أهلنا في عفرين، للخلاص من المحتل التركي وجميع الاحتلالات الأخرى للأراضي السورية، للوصول إلى سورية الواحدة أرضاً وشعباً، سورية تعددية ديمقراطية علمانية، سورية المواطنة والمساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات، وسيرتفع العلم السوري على كامل تراب الوطن.

العدد 1102 - 03/4/2024