في ذكرى تأسيس الجبهة.. فرع إدلب يقيم ندوة في حماة

بمناسبة ذكرى تأسيس الجبهة الوطنية التقدمية، أقام فرع الجبهة الوطنية التقدمية بإدلب ندوة ضمت كلاً من الرفاق: أحمد بوسته جي (عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد، وعضو مجلس الشعب)، والرفيقة ميادة جبور (رئيسة مكتب الإعداد والثقافة الفرعي لحزب البعث العربي الاشتراكي)، والرفيق د. فريد ميليش (مدير مدرسة الإعداد الحزبي بإدلب)، والأستاذ طلال حوري (عن الحزب السوري القومي الاجتماعي)، في المركز الثقافي العربي بحماه بتاريخ 7/3/2021.

حضر اللقاء الرفيق علي شوكت (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد)، ووفدٌ من اللجنة المنطقية للحزب بحماه، والرفيق أسامة قدور فضل (أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بإدلب)، ووفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن منظمة حماه الرفيق بسام فوزي، وعدد غفير من الرفاق والحضور.

شارك الرفيق أحمد بوسته جي بمداخلة في هذه المناسبة، تضمنت عدة جوانب منذ تأسيس ونشوء فكرة جبهة وطنية تقدمية، فأكد أنها ليست وليدة أيامنا هذه بل طرحت منذ أيام الاحتلال الفرنسي وتحققت بأشكال جزئية وبسيطة عبر الدفاع عن لواء إسكندرون والوقوف بوجه وعد بلفور، والمعركة الحاسمة في جلاء المستعمر الفرنسي، وفي تحالف حزبنا الشيوعي مع حزب البعث بمواجهة مرشح الإخوان في خمسينيات القرن الماضي.

كما تحدث عن الأساس الفكري لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية: وأكد ان جميع التجارب الدولية تثبت فشل الأحزاب ذات التوجه الشمولي للاستفراد بحكم السلطة بمفردها، وخاصة في هذه الأيام التي نعيشها، فكان لا بديل عن تأسيس تحالف وطني يضم جميع الأحزاب الوطنية التقدمية، التي يجمعها تقاطعات وأهداف مشتركة غايتها إرساء نهج وطني للدفاع عن الوطن ولتحرير الاراضي العربية المحتلة وإزالة آثار العدوان، واعتبار أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لمجمل نضال حركة التحرر العربي. وكون هذه الأحزاب تتبنى الاشتراكية بمفاهيم متعددة، لكنها تربط العمل الوطني والطبقي والاجتماعي والقومي وتتلاقى مع حركات التحرر العالمي والقوى التقدمية في العالم.

في إرساء الجبهة الوطنية التقدمية:

في بيان القيادة القطرية المؤقتة 16/11/1970 وعد حزب البعث بالسعي لإقامة الجبهة، وشُكّلت لجان لصياغة الميثاق، وبعد مداولات عديدة واتفاق أحزاب الجبهة على بنود الميثاق قام الرئيس الراحل حافظ الأسد بالتوقيع على ميثاق الجبهة وتمت تلاوته على الجماهير في آذار عام ١٩٧٢.

وقد عُدّل الميثاق نظراً للظروف والمتغيرات الراهنة والحفاظ على جوهره، فسُمح لأحزاب الجبهة بالعمل بين الطلاب، حيث لاقى التعديل ارتياحاً من جميع أحزاب الجبهة، لأن الطلاب هم الخزان البشري الذي تنهل منه كل القوى والأحزاب السياسية.

في النهج الوطني للجبهة:

أكد الرفيق أحمد أن تسعةً وأربعين عاماً من النضال بنهج وطني في سبيل تحرير الأراضي العربية المحتلة والسليبة ودعم نضال الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه واستعادة حقوقه المشروعة في العودة وحق تقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وفي الأحداث والحرب التي تمر بها البلاد وفي مواجهة الحرب الإرهابية الإمبريالية الصهيونية والتركية وعملائهم من أنظمة عربية خانعة متخاذلة ومواجهة الفكر الإرهابي والظلامي والتكفيري الإخواني، لعبت الجبهة الوطنية التقدمية دوراً مهماً في الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.

وأكد الرفيق أحمد أن الالتزام بالنهج الاشتراكي هو الهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية وتكريس اللحمة الوطنية وبناء القاعدة المادية بالحفاظ على القطاع العام.

كما أكد الدور النضالي للجبهة الوطنية التقدمية، فقد كان من أكبر نتائجها حرب تشرين التحريرية، وذكَّر بدور الحزب الشيوعي السوري في الزيارات المثمرة التي فتحها على البلاد، فقد رافق الرفيق الراحل دانيال نعمة (ممثل الحزب في القيادة المركزية للجبهة) الرئيس الراحل حافظ الأسد في زيارات لعدد من الدول الاشتراكية، انعكست نتائج إيجابية على البلاد في جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.

كما اكد أهمية الدور الإعلامي لجميع الوسائل الإعلامية الوطنية المقروءة والمسموعة والمرئية في التصدي للنهج العدواني الذي تنتهجه الولايات المتحدة الامريكية في احتلال جزء من التراب السوري كما العدو التركي والاسرائيلي وفضح جرائمهم ونهبهم وسلبهم الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وانتهاكاً للقانون الدولي، وأكد أننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد عبر تاريخه ووثائقه وصحفه (في جريدة نضال الشعب سابقاً أم في جريدة النور حالياً) تفسح أوسع مجال في افتتاحياتها لفضح ومناهضة هذا العدوان وتفريخاته الإرهابية والتكفيرية، وإننا نعتبر أن العدو الإسرائيلي يشكل ليس فقط عامل عدم استقرار، بل تهديداً وجودياً وخطراً على العالم .

 

في التحديات والمهام:

أشار الرفيق أحمد إلى التحديات الكبيرة التي تواجه شعبنا وبلدنا، وتتمثل بأهمية دحر المحتلين ومن ثم العمل على سبل التنمية للوصول إلى العدالة الاجتماعية والتخفيف من وطأة الغلاء وتحسين الواقع المعيشي للجماهير، فقد أضحت ضرورة ملحة من خلال:

١- تقديم كل الدعم لجيشنا العربي السوري الذي روى بدماء شهدائه أرض الوطن والسعي لرفع قدراته العسكرية والقتالية لمجابهة كل التحديات.

٢- تمتين التحالف مع الدول الصديقة والحليفة لأقصى حدود التحالف الاستراتيجي.

٣- إعادة بناء القطاع العام الركيزة الاقتصادية الأساسية والابتعاد عن الاقتصاد ذي النهج الليبرالي، وضرورة وضع حد لانفلات السوق، وتثبيت الأسعار وزيادة الأجور والرواتب بما يتماشى مع الوضع المعيشي لجموع العاملين في الدولة وفي القطاعين العام والخاص. والسعي لإعادة المال المنهوب ومحاربة الفساد وتجار الأزمة والمحتكرين.

٣- تعزيز دور الجبهة والنظر إلى أحزابها بثقة، كما ورد في ميثاقها بعيداً عن المكاسب الحزبية الضيقة، وإعطائها دوراً واسعاً في وسائل الإعلام وزيادة تمثيلها في مفاصل الدولة.

و ختم الرفيق أحمد بوسته جي كلمته بتحية الاحترام والتقدير لجميع أحزاب الجبهة.

العدد 1102 - 03/4/2024