إليك وحدك يا جنتي وجناني!
ريم داوود:
المرأة زهرة الربيع، فاتنة الدنيا وروح الحياة، ليست نصف المجتمع، بل هي أهمّ ما فيه، كل الرجل ومفتاح الكون، فهي وقبل كل شيء أمٌّ تهب الحياة، أخت، صديقة، زوجة، ابنة، هي الأنيسة الجليسة، الطبيبة العالمة والحالمة. إنها الجمال وزهوة الحياة، هي الثبات والمستقبل، الرجاء والتضحية، هي الحكيمة العليمة المحبة، من حضنها فاض الدفء والأمان، ومن قلبها نبع السلام والحنان. جهود هائلة تبذلها النساء في كل أنحاء العالم، وبشكل خاص النساء السوريات للسعي نحو مستقبل ينعم فيه كلّ من حولها بمزيد من العدالة والمساواة والرقي، فإن أردت أن تعرف رقيَّ أمة، فانظر إلى نسائها.. فكيف هو الحال إن كانت إحدى هؤلاء النساء هي أمي!؟ ثلاثة عقود ونيّف رسمتِ في كل سنة منها تاريخي، حاضري ومستقبلي، لك وحدك، وإليك يا بريق آمالي وسنا روحي أخطُّ هذه العبارات، تتساقط مني الحروف يا أمي وتنحسر الكلمات، فاعذري ضعفي وقلّة حيلتي أمام جميل ما صنعتِه، فأنت بداية نجاحي وخاتمة مستقبلي.
أيا أمي.. كيف.. كيف يا أمي غدوتُ أمّاً ولم أكبر؟ أمي يا أنهاراً لا تنضب ولا تجفّ، يا ثغراً باسماً مورقاً وصباحاً عليلاً مشرقاً.. شمعة مقدّسة تُضيء عتم ليلي، على ركبتيها نشأت وترعرعت، وبين ذراعيها هدهدتني حتى كبرت.
نعم، يعدُّ شهر آذار شهراً أنثوياً بامتياز، يسلّط الضوء من خلاله على عدد من الفعّاليات والمناسبات الخاصة بالمرأة، فقضايا المرأة في العالم تشكّل محوراً استراتيجياً مُتعدّد الاهتمامات، ويُنظر إليها بعين الاهتمام، فليست قضية المرأة مجرّد محاضرات وموضوعات توعوية، بل هي ركيزة تطرّقت إليها الأحكام والقوانين الدولية.
وإذا ما نظرنا وتأملنا معاناة المرأة حول العالم، للاحظنا كمّ التهميش والاستغلال الذي طالها، فضلاً عن العنف والنظرة الدونية التي تتعرّض لها على الرغم من أن معظم السيدات وخاصة السوريات منهن أصبحن معيلات عاملات في شتّى مجالات الحياة، بعد الحرب الطاحنة التي ضربت بلادنا، والخسارة الكبيرة التي أودت بغالبية الشباب بين شهيد، ومهاجر، ومسافر… الخ.
فاليوم العالمي للمرأة يهدف لدعم النساء في جميع أنحاء العالم، وقد اعتمد لهذا اليوم عدّة ألوان منها البنفسجي والأخضر والأبيض، أمّا البنفسجي فيرمز للعدالة والكرامة التي غابت عن حياة معظم السيدات، والأخضر هو للأمل الذي تمثله المرأة بذاتها والحياة، أمّا الأبيض فيرمز للنقاء نقاء المرأة أكانت أماً، أختاً، صديقةً أو حبيبة. لذا، يتطلّب دور المرأة في المجتمع ثقة عالية بالنفس، وارتقاءً في الطموح والأفكار، ورغبة في الإنجاز والتحصيل، فهي وباختصار القائدة، المربيّة، المناضلة والمؤثّرة في جيل الشباب والشّابات، وعلى الرغم من كل الضغوط والعراقيل التي توصد أمامها تثبت المرأة دائماً حضورها وفاعليتها وكفاءتها في مجالات عديدة داخل الأسرة وخارجها، فنجدها مربيّة مثقفة، قائدة مدربة، معلمة فاضلة، مديرة حكيمة، مهندسة متقنة، ممرضة حنون، محاورة سياسية محنّكة مدافعة عن قضايا وحقوق أساسية، جندية باسلة تذود عن حياض الوطن. فلكِ مني أيتها المناضلة تحية احترام وتقدير عمّا قدمتِه وتقدمينه وتخططين لتقديمه.. مني لك أطيب الأمنيات!