في يوم المرأة العالمي.. هديتنا لهن في عيدهن وطناً سيداً.. معافى

كتب رئيس التحرير:

أحني رأسي.. راكعاً، وأشعل ألف شمعة إلى نساء سورية الصابرات، اللواتي يكافحن من أجل وقف نزيف الدماء.. ولقمة العيش.. وعودة الأبناء، ومن أجل الدفاع عن الوطن في مواجهة الاحتلال والعدوان، ومن أجل نيل حقوقهن الدستورية والقانونية والإنسانية.

إلى كل أم نسيت تاريخ ميلادها، وتقاسي الأمرّين في ظروف الأزمة والحصار واستشراس المتحكمين بالغذاء والدفء والدواء، في ظل تهميش الحكومات، من أجل الحفاظ على أطفالها.

إلى كل نساء العالم العاملات بسواعدهن وفكرهن.. المناضلات من أجل المساواة والعدالة والمستقبل الأفضل.

إلى أمنا سورية التي أنجبتنا من رحم تاريخها المعجون بالمجد.. والغار.. والجمال.. والياسمين.. والشعر، سورية التي وقفت صامدة في مواجهة الإركاع والاستباحة، منذ استقلالها حتى اليوم، بفضل تضحيات نسائها البطلات.. ورجالها الوطنيين الميامين.

إلى أمهاتنا اللواتي زرعن في أعماقنا حب الوطن.. والبشر والشجر.. والخير.. والعدل.

إلى كل أم فقدت فلذة كبدها في حرب عبثية.. مجنونة، أشعلها الحقد.. وغذّاها الحقد.. ولن

يطفئها إلاّ الحب.

إلى أمهات لم ينجبن.. لكنهنّ كن أمهات حقيقيات لآلاف الأبناء المحرومين.

إلى أرواح رائدات الحركة النسائية السورية الطليعيات، اللواتي ساهمن في حركة التنوير والحداثة والنشاط السياسي والاجتماعي والإنساني، وبضمنهن الرائدات الشيوعيات.

إلى كل صبية هجرها الحب عند قدوم الغمامة السوداء.. لكنها مازالت تقطف الياسمين، وتحلم بالآتي.

يا نساء سورية الصابرات.. المناضلات.. يا من وهبتن بلادنا عمالقة الفكر والسياسة والأدب والفن، وأبطال الحرية، وشهداء سورية الواحدة الموحّدة.

ننحني.. ونركع في عيدكن. ولن نهدأ حتى نهديكنّ وطناً سيداً.. آمناً.. موحداً.. معافى.. لا تُكبت فيه الحناجر.. ولا تُقطّع فيه الأوصال.. ولا يضام  فيه الياسمين.

العدد 1104 - 24/4/2024