أحاديث كورونية بين بيل غيتس وفوازير رمضان

طلال الإمام_ السويد:

تشتكي الشركات الكبرى، وبيوتات المال وحيتان البورصات الذين يلحقون الضرر بالبيئة وحياة البشر، يشتكون ويصرخون من حجم خسارتهم بسبب كورونا، ولكن لأن (قلوبهم دوماً على العاملين) كما يدّعون.

يحدثونك عن بعض الفتات/ التعويضات لبعض المتضررين من جائحة الفيروس الخبيث، ويذرفون الدموع مولولين من أين يأتون بالموارد لتغطية تلك (العطاءات). وعند الحديث عن نقص الموارد في القطاع الصحي والرعاية الاجتماعية لا يذكرون أبداً أن كل معاناة تلك القطاعات هي نتيجة حتمية للنيوليبرالية المتوحشة، للخصخصة المستمرة منذ عقود.

جاء كورونا فعرّاهم تماماً وبسرعة فائقة، الأمر الذي أربكهم في مواجهة الجائحة.

يكفي إلقاء نظرة سريعة على التفاوت والتباين في مواجهة الجائحة بين البلدان الأوربية خصوصاً، لندرك حجم الإرباك خاصة مع تزايد المصابين والمتوفين. أخطر ما في الأمر هو محاولاتهم التي تأتي بأشكال مختلفة لتطويع الناس، غسل دماغهم من أجل قبول سياسة (مناعة القطيع) المشؤومة (التي يمارسونها وسط تضليل واسع وممنهج).

يضعون شعوبهم أمام سؤال خبيث: إذا كانت مواردنا لا تكفي لطبابة الجميع وبسبب النتائج الاقتصادية للوباء، أليس من الأنسب إعطاء الأفضلية للشباب وإنقاذهم!؟ (إنسانية مفرطة!).

وبهذا الشكل يتخلصون من نفقات الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين في القارة العجوز، الذين يشكلون أكثر من خمسة في المئة من السكان. عندما تسألهم: لماذا لا يتم تحويل المجمعات الصناعية العسكرية إلى الصناعة الدوائية؟ هل يحتاج العالم إلى ترسانات الأسلحة بمختلف صنوفها على الأرض وفي الفضاء؟ وليس لديه مشافٍ ولا أدوية كافية لمواجهة الأمراض ومشاكل الفقر والبيئة؟!

ما إن تطرح عليهم هذا السؤال حتى يبدؤوا بكيل المديح لعطاءات وكرم بيل غيتس… عندئذٍ أبدأ أنا في الحديث عن فوازير رمضان.

العدد 1104 - 24/4/2024