لماذا زيادة منغّصات السوريين الآن؟!

الخبز، وما يعنيه الخبز بالنسبة للمواطن السوري اليوم، بعد ارتفاع أسعار جميع السلع والمواد الأساسية والغذائية، أصبح المادة الرئيسية، وربما الوحيدة على بساط الفئات الفقيرة.. أصبح الحصول عليه أكثر صعوبة، بعد قرار وزارة (حماية) المستهلك بعدم خبزه في الليل، والتقنين في بيعه، إضافة إلى سوء تصنيعه في غالبية المخابز، في الوقت الذي تجده معروضاً على أيدي الباعة جانب الأفران وبسعر مضاعف أو أكثر.

ذريعة الوزارة التي يناط بها حماية المستهلك، أن منع الخبز في الليل يضيق الخناق على مهربي الدقيق التمويني! ويمنع سرقتها، وكأن جميع المهربات المعروضة في شوارعنا تهرّب فقط في الليل، أما دوريات الحكومة وأجهزتها المختصة، فتقوم بعملها في النهار فقط!

هل شاهد أحدٌ من مسؤولي الوزارة (المحترمة) الطوابير التي تصطف على نوافذ المخابز، بعد قرارها؟ ولم يصح المواطن من كابوس الخبز إلا على كابوس آخر هو (النت) الذي يتنفس عن طريقه بعض اللحظات التي تنسيه مواجعه، وتصله بما انقطع بعد سنوات عشر، ذاق خلالها الأمرّين!

من اختار توقيت إثارة هذه المنغصات الآن؟ في وقت تواجه فيه بلادنا عدواناً تركياً غاشماً واحتلالاً أمريكياً، واعتداءات صهيونية، وتحتاج فيه إلى تماسك جبهتها الداخلية، واستمرار صمودها خلف جيشها الوطني الباسل!

مهلاً أيها السادة، لقد دفع شعبنا أغلى ما لديه للدفاع عن سيادة بلاده، ووحدتها، في مواجهة الإرهابيين وداعميهم، ويقف اليوم خلف جيشه الوطني لاستعادة سيادة بلاده، ووضع نقطة النهاية لأزمته التي أرهقته، فما بالكم تضعون أمامه عثرة..  إثر عثرة؟!

إن استمرار الصمود السوري، أيها السادة، مرهون بتلبية مصالح المواطنين السوريين الأساسية، وتأمين المواد والخدمات الضرورية التي تحفزهم وتساعدهم على بذل المزيد من أجل سيادة بلادهم.

هل وصلت الرسالة؟!

العدد 1102 - 03/4/2024