شو عم يصير | نورك »كافي« وقلبك »دافي«

مادلين رضوان جليس:

يبدو أن ازدياد ساعات التقنين بات يتناسب طرداً مع انخفاض درجات الحرارة، وكأنّ وزارة الكهرباء ومديرياتها في المحافظات تستعلم عن النشرة الجوية مسبقاً، حتى تعلم كم ساعة ستزيد على التقنين، وحتى تعلم كم مرّة ستقطع التيار الكهربائي خلال الساعة الواحدة، المحسوبة أساساً من ساعات عودة الكهرباء.

ونكاد لا نسمع في هذه الفترات إلا أحاديث زيادة ساعات التقنين، وكأنّها مسابقة بين الناس، من منهم حُرم في الليلة السابقة، أو الليالي الماضية من الكهرباء، وكم مرة قطعت خلال ساعة واحدة.

جارنا أكد لوالدي عدم اعتماده على الكهرباء في تبريد الغذاء، وشبه استغناءه عن البرّاد، الذي أصبح (نملية) بحسب تعبيره، إثر غياب الكهرباء لفترات طويلة تصل إلى خمسٍ أو ست ساعات متتالية.

أما زميلتي في العمل فاختارت تصفيفة (الكوكينا) لشعرها يومياً، فموعد استيقاظها وخروجها من المنزل صباحاً يتزامن مع ساعات التقنين، إضافة إلى أنّ عودتها تصادف الربع ساعة الأولى لبدء التقنين المسائي، ولذلك فالحل الوحيد برأيها هو إبعاد كل مصففات الشعر من (ليس وسيشوار) عن يومها، والاستغناء عنها، و(ع الطبيعة كلشي أحلى).

أما سوق الكهربائيات فالانتعاش فيه يتزايد ولو بنسبة تدريجية والشكر في ذلك لوزارة الكهرباء، فلا يمرّ شهر دون تتعطّل إحدى الأدوات الكهربائية نتيجة الوصل التوتوي.

هل يُعقل أن وزارتنا العزيزة شعرت بقدم أدواتنا الكهربائية، ومللنا منها، فقررت تطبيق مفهوم (المسؤولية الاجتماعية) وسارعت لإيجاد حل جديد وجذري لها، وضربها نهائياً كي تريحنا منها، وتدفعنا (فرحين ومسرورين) لشراء بدلاً منها، ونعود لمنازلنا أيضاً بذات الفرح والسرور، بانتظار تعطيلها مرة أخرى، لشراء بدلاً منها مرة تالثة، وهكذا.

أغلب الظن أن تكون الوزارة تفاجأت بقدوم الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة إلى مادون الصفر، حتى لم تحتاط لذلك، وزادت ساعات التقنين وهي تظن أن الوقت الآن مقبل على الصيف، ولذلك فالوحيد الذي دفع الثمن هو المواطن (كبش الفدا) لكل خطأ ولكل تقصير حكومي، فاكتفت (بنوره) ودفء قلبه لمواجهة البرد والظلام.

 

العدد 1104 - 24/4/2024