صلاح دهني | من أعلام اليسار الماركسي

زياد الملا:

ولد صلاح دهني في درعا عام ،1925 وفي عام 1947 انتسب إلى معهد الدراسات السينمائية العليا في باريس، ودرس في السوربون فكان من أوائل الأكاديميين السينمائيين السوريين، وكان يفخر دائماً بأنه تتلمذ على يد المؤرخ السينمائي الأشهر جورج سادول، الذي كان يؤكد لطلابه أن السينما حالة شغف تحتاج إلى الحب أولاً.

وهو في باريس اقترب، أكثر فأكثر، من الوسط الماركسي الفرنسي والسوري المقيم فيها، لاسيما أن باريس كانت تغلي بالفكر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وكانت (الأومانيتيه) هي الأكثر جاذبية بالنسبة للمئات من الطلبة الأجانب.

بعد العودة إلى دمشق، وفي عام 1951 اجتمع حنا مينه، وسعيد حورانية، وشوقي بغدادي، وصلاح دهني، في دار الكيّاليَّين، وأسفر اللقاء، الذي عُقد بتوجيه من الحزب، عن الإعلان عن تشكيل رابطة للكتّاب السوريين، تحولت إلى رابطة الكتّاب العرب في عام 1954.

ورغم أن نشاط صلاح دهني السياسي والحزبي كان محدوداً، فقد تعرض للاعتقال في بداية عام ،1959 وقبع في سجن المزة قرابة السنة مع شوقي وسعيد وليان ديراني وشحاده الخوري، وبعضهم قضى فترة أقل من الآخرين.

قدم صلاح دهني خلال أكثر من سبعين عاماً محتوى سينمائياً نقدياً وتثقيفياً مميزاً، ومن إبداعه:

-ملح الأرض، رواية، 1972.

-المفتش العام، مسرحية، غوغول، ترجمة، 1954.

-رسالة مفقودة، مسرحية لكاراجياله، ترجمة، 1955.

-ديان بيان فو، مسرحية، 1956.

– البلطة، رواية لسادوفيانو، ترجمة، 1964.

-حين تموت المدن، قصص، 1976.

-الانتقال، قصص، 1980.

-أصوات في الليل، فصول مسرحية وإذاعية، 1986.

-16 قصة جديدة من العالم، ترجمة، 1988.

وفي السينما:

-قصة السينما.

-قضايا السينما والتلفزيون في العالم العربي.

وغيرهما كثير.

كما أخرج الفيلم الروائي الطويل (الأبطال يولدون مرّتين) وأفلاماً وثائقية قصيرة عديدة.

أطلق صلاح دهني أول مهرجان سينمائي دولي في الوطن العربي، بمشاركة 13 دولة، في عام 1956على هامش معرض دمشق الدولي، لكنه لم يتمكن من تكرار التجربة لأسباب لا مجال ذكرها في هذه العجالة.

قدم صلاح دهني برنامج (السينما في أسبوع) من 1952-،1974 فكان أول وأضخم مرجع سينمائي للسوريين، كما أخرج عبر الإذاعة أول برنامج سينمائي عربي بعنوان (صوت وصورة) (1985-2005).

فارق صلاح دهني المخرج، والمحرر، والناقد، والمؤرخ السينمائي، الحياة في أبو ظبي بتاريخ 27/10/2017.