الحياة معركة ونحن أبطالها
وعد حسون نصر:
هكذا هي حياتنا منذ أن نأتيها حتى نغادرها، عبارة عن معركة وصراع من أجل البقاء وإثبات الوجود، وبالتالي هي تمثيلية دائمة نتبادل فيها الأدوار، فتارةً نكون مُستضعفين وتارةً نكون ظالمين، أحياناً نحن مقهورون، وأحياناً أخرى نكون قساة وقاهرين للآخر وسيئي الطباع.
من هنا، لا يمكن أن ننكر أننا في غابة وتحكمنا شريعة الغاب، بدليل أننا نجد بيننا الثعلب الماكر بدهائه لاستحواذه على فرصنا، ومنّا الكثير ممّن يحمل صفات حيوانات الغابة في الصبر والتحمّل للعطاء واللطف والكرم والتضحية، لذلك تستمر حياتنا في عراك دائم من أجل استمرارنا حتى بالحصول على قوتنا اليومي. نحن في حالة عراك مع الزمن والوقت، فبالنظر إلى المستقبل نجد أنفسنا نعمل ونصارع لنكون الأفضل، لننال فرصتنا بالتفوق والنجاح. وكذلك مع المرض والوضع الصحي، نحن في حالة حرب مع أجسادنا حتى لا نضعف ونرقد طريحي الفراش فنصبح مستضعفين هَشّين وواهنين. لذلك منذ أن نلج الحياة وحتى نغادرها نحن في عراك حتى مع الموت نفسه، فرغبتنا بالحياة تجعلنا نعارك الموت لنتغلّب عليه. وإن تخلّل حياتنا في معاركها المذكورة آنفاً هدنة وراحة للسلم ومساحة قصيرة للفرح والسعادة، تكون على شكل نزهة ووقت للاستجمام نخلد فيه مع أنفسنا، نسترخي من تعب الصراع مع ما حولنا من أشخاص وأشياء. كما أننا نحاول خلق مساحة خضراء في حياتنا الصاخبة لنلوذ بها تاركين كل شيء، فتكون لنا بمثابة سكينة بعد شقاء أنهك قوانا وتعبت معه نفوسنا. لذا، لابدّ من نزهة قصيرة نرمّم بها ما تلف من مشاعرنا لنعود من جديد أقوياء نقف بوجه الحياة استعداداً لمعركة جديدة من معاركها المستمرة ما حيينا
نخلص إلى القول إن حياتنا معركة نحن أبطالها لكن نأخذ قسطاً من الراحة بين حين وآخر لنعيد ما فقدناه من إنسانية، وتكون الراحة بمثابة نزهة قصيرة بين عقارب الزمن في مسيرة حياتنا.