شو عم يصير | أيقظوا وزارة الصحة!

مادلين جليس:

يبدو أن الفايسبوك وأغلب مواقع التواصل الاجتماعي كشفت لنا أموراً كثيراً، كانت تحدث في السابق ولكنها كانت تمر خاطفة دون أن تترك أثراً كبيراً.

ولعل الأخطاء الطبية هي أهم هذه الحوادث التي كشفتها لنا مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنها لم تكشفها بعد لأصحاب القرار والمسؤولين.

ولعل قصة الشابة ريتا بسام علي التي دخلت إلى مستشفى المواساة لإجراء عمل جراحي لأنفها، منذ أشهر طويلة تزيد على الأربعة، ولم تخرج منه حتى اللحظة، لعلها كانت القصة الأبرز خلال الأيام الفائتة، خاصة مع تدهور حالة ريتا ودخولها بغيبوبة نتيجة لخطأ طبي برره المستشفى بزيادة جرعة التخدير.

قبل ريتا، كان الشاب المرحوم فريد نوفل الذي دخل إلى مستشفى السويداء الوطني إثر احتشاء في عضلة القلب تطوّرت لجلطة دماغية، ولكن افتقار القسم لطبيب مختص وتأخّر الطّبيب المقيم لسبع ساعات، أديا إلى تدهور حالته الصحية ومفارقته الحياة.

سبع ساعات بعد دخول نوفل قسم الإسعاف استغرق وصول الطبيب المقيم،

سبع ساعات كانت كفيلة بإنقاذ حياته، إلا أنّ يد الإهمال كانت أسرع من كلّ شي وسلّمته للموت تاركة وراءه إشارات استفهام تتساءل عن المذنب وعقابه.

حالات كثيرة غير ريتا وفريد، دخلوا إلى المستشفى للتداوي وخرجوا منها إما بمرض وعلة أكبر، أو خرجوا منها جثة هامدة، فمن المسؤول عن ذلك؟

إلى اليوم مازالت هذه الحالات تصنف تحت ما يسمى الأخطاء الطبية، غير أنها لا تتجاوز كونها أخطاء قاتلة، وتجاوزات لا تغتفر.

الغريب في ذلك أننا لم نسمع أي تصريح من وزارة الصحة حول ذلك، ولم نر أي فعل لنقابة الأطباء حول الأخطاء القاتلة التي يرتكبها الأطباء، ولم نسمع بأي إجراءات اتخذت لمعاقبة الفاعلين أو مساعدة المرضى الذين وقعوا ضحية تحت أيدي هؤلاء.

هل أصبح العبث بحياة البشر سهلاً لهذه الدرجة، أم أننا اعتدنا الموت حقاً، واعتدنا على مناظر الدماء والمرض؟!!

هل لهذا الطبيب أو لتلك الممرضة أن يضعوا انفسهم مكان أهل المريض، وهل كانوا سيسكتون عما جرى لابنهم؟!

وهل الطبيب أو الطبيبة أو الممرض المخطئ، أو مدير المستشفى، هل يأتون بأولادهم وزوجاتهم ليتداووا في المشافي التي يعملون بها، أم أنهم يعلمون فداحة الأخطاء التي ترتكب، وقلة الضمائر التي يعامل بها المرضى، فلا يتجهون إلى المشافي العامة، بل يهرعون بهم إلى المستشفيات الخاصة، وعند أفضل الأطباء؟

هل لأحد أن يوقظ وزارة الصحة من نومها! هل لأحد أن ينبه نقابة الأطباء! أم أن سباتهم صيفي شتوي متصل بلا انقطاع، ولا ضمير ولا من يحزنون؟!!

العدد 1104 - 24/4/2024