شو عم يصير | ونطق المركزي.. كلاماً طيباً

مادلين جليس:

هل لأحد منكم أن يتخيّل أن الدولار أصبح بمشاعر وأحاسيس، يبكي ويبتسم كما الناس؟! إن لم تتخيّلوا ذلك فقد فاتكم نصف عمركم، فلم تعرفوا  أنه شعر بالخجل في اليومين الماضيين، من كثرة الكلام الطيب الذي سمعه، فقرر الانخفاض لعلّ الليرة السورية ترتفع وتعود لسابق ارتفاعها.

خلاصة الحكاية ومغزاها أن مصرف سورية المركزي وبعد الصمت الطويل إثر الارتفاع الكبير والمتكرر لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، نطق أخيراً، ويا ليته لم ينطق، فقد نشر بياناً على صفحته الرسمية على (فايسبوك) تحت شعار (ادعم ليرتك ولو بكلمة طيبة)! يطلب فيه من الناس الحفاظ على مدخراتهم بالعملة الوطنية، وعدم الانجرار وراء الشائعات التي يجري ترويجها، لا سيما من الصفحات التي تدار من الخارج بغية شن حرب إعلامية غير مسبوقة، هدفها اكتساب ما عجزوا عن نيله في الميدان، متناسياً أن الدور الأكبر في ذلك يقع على عاتقه، وهو التدخل للحفاظ على استقرار سعر الصرف ومنعه من هذه الارتفاعات المتكررة والمتذبذبة.

والأجمل من ذلك أن المصرف المركزي انبرى للردّ على تعليقات الناس على منشور الفايسبوك الذي نشره، وأخذ يذكّرهم أنهم المسؤولون عن مدخراتهم الشخصية.

إذاً، هاهو ذا المصرف الآن يبث البشرى لنا أن للكلمة الطيبة مفعولاً كبيراُ، يبدأ بتخفيض سعر الصرف، ولا نعلم أين ينتهي، ولو كنا مسبقاً نملك سرعة الخاطر التي للمصرف المركزي، لكنّا أدركنا أن هذه الكلمة الطيبة كانت ستنفع في تخفيض الأسعار، ومكافحة التهريب، ومنع الغش والتدليس، إضافة إلى أنها تشجع المنتجات الوطنية، وتزيد قيمة الصادرات وتنعش الاقتصاد الوطني بالكامل.

هل يعقل أن المصرف المركزي كان يعلم كل تلك الفوائد للكلمة الطيبة وتركنا تائهين حائرين في أمرنا كل تلك السنوات؟؟!

حبذا لو أن أصحاب القرارات الاقتصادية ينتهجون منهج المركزي، ويبدؤون بالكلمة الطيبة في تطبيق قراراتهم، واتخاذ أفضلها بما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

هامش: نحنا ندعم ونؤيد ليرتنا، بكل شيء، لكننا أيضاً ننتظر دعماً حقيقياً بقرارات طيبة، وتعاميم طيبة، وإجراءات أطيب وأكثر نفعاً.

ننتظر دعماً بقطع يد المضاربين وتجار الدولار، وإيقاف التهريب، ومكافحة الفساد، وتخليصنا من تجّار الأزمة الذين يتلاعبون بمعيشة المواطن كما يحلو لهم.

العدد 1102 - 03/4/2024