هل تتشفى الحكومة من المواطن؟!

مناشدات الناس.. مقالات الصحافة.. شتائم صفحات التواصل الاجتماعي، كلها لم تحدث فارقاً في استجابة الحكومة لتلبية متطلبات الوضع المعيشي للفئات الفقيرة والمتوسطة، خاصة في الفترة الأخيرة، حين هاجم البرد عظامهم وسط فقدان شبه تام لوسائل التدفئة ولوازمها.

الغاز فقد.. والمازوت تبخر، وهو المدلل الذي لا يدخل إلا بيوت الأثرياء بعد أن جعلته الحكومة حكراً عليهم، أما الكهرباء فقد اختارت وزارة الكهرباء أقسى الظروف لتجري صياناتها للمحطات، إذا صدقت رواية الحكومة.

قبل شهر كان الوزراء يتفاخرون أمام أعضاء مجلس الشعب بإنجازاتهم، كل حسب اختصاصه، فآبار جديدة للنفط أضيفت إلى ثروتنا الوطنية، وشتاء دافئ للسوريين جميعاً، ومخزون هائل من الغاز ينتظر استغلاله، أما قدرة المواطن الشرائية فسنرفعها قريباً.

والجميع كان يعلم أن الشتاء قادم، جميع الوزراء عايشوا أزماتنا وتوقيتاتها خلال العقود الماضية، والنتيجة هي خذلان المواطن السوري الذي لم يخذل الحكومة، لم يخذل الوطن، فدفع أغلى ما يملكه، دفع الدم كي تبقى سورية صامدة في وجه أشرس غزو عرفته البشرية في تاريخها.

لم يقصّر المواطن السوري في دعم جيش سورية الوطني، فسالت دماؤه، وهجّر، وافتقر، وحين يطالبكم بالخبز تجيبون: وضعنا خطة للتصدير! وحين يناشدكم بتأمين الغاز، تجيبونه: وقعنا اتفاقيات لتحسين بيئة المراعي! أما حين يسألكم عن زيادة الأجور، فيكون جوابكم: وضعنا خطة لافتتاح مشاريع سياحية ضخمة!

كفى أيها السادة! من لا يستطيع تحمل المسؤولية من وزراء الحكومة عليه أن يرحل، ومن لا يقدر أهمية تفاؤل المواطنين بغد سورية، عليه ألا يدفعهم دفعاً إلى اليأس.

لقد ظهر وزراء متخصصون على شاشة التلفزيون السوري وتحدثوا عن المستقبل، لكنهم لم يقدموا للمواطن أسباب مقنعة لفقدان المشتقات النفطية والكهرباء

لا تتشفّوا من المواطن السوري، بل حاسبوا أعداء هذا المواطن في الداخل والخارج، لاحِقوا من يصنع أزماته، ومن ينتقم منه بسبب صموده في مواجهة الإرهاب، والتكفير، والغزو الفاشي!

هل وصلت الرسالة، أيها السادة؟!

العدد 1104 - 24/4/2024