عُدْ بأحلى حال يا عيد؟!

 محمود هلال

العيد هو فرحة كبرى ينتظرها الكبار والصغار لتحقيق الأماني والأحلام المؤجلة، ويترقب الجميع حلول العيد بفارغ الصبر، ويعدّون العدّة له، ومع ارتقابه تعلن حالة الاستنفار عند الأسر السورية لشراء الألبسة وجميع مستلزمات العيد من مأكولات وحلويات وغيرها.

لكن فرحة العيد غالباً ما تكتمل، وذلك بتحديد الأماكن الخاصة بالعيد التي تتوفر فيها عوامل الأمان والمراقبة للأطفال، والتي تجنب الأطفال الألعاب الخطرة والمفرقعات والمشاكل التي تحدث عادة في الأعياد، وقد يكون ذلك على مستوى العاصمة دمشق وبعض المدن.

لكن ماذا عن العيد في المدن والأرياف والمناطق الأخرى؟ ببساطة وبكل أسف نجد غياباً لكل الجهات الرقابية عن أماكن وجود الأطفال الذين يشكلون فرحة العيد وبهجته، لكن الخطر يلاحقهم من أكثر من جهة، مثل الانتشار العشوائي لألعاب العيد في الشوارع والساحات المفتوحة والمخترقة من الدراجات النارية والسيارات والأحصنة وغيرها.

وبالنسبة للألعاب من مراجيح ودوارات وغيرها، فإنها تفتقد غالباً عوامل الأمان والسلامة، وشاهدنا أكثر من حادث في هذا العيد وفي غيره، وكذلك موضوع انتشار بسطات الأطعمة المكشوفة والمأكولات والمشروبات غير المراقبة صحياً، ولابد من الإشارة إلى الخطر الأكبر وهو موضوع الألعاب النارية (فتيش ومفرقات ومسدسات الخرز) التي تحول ساحة العيد إلى ساحة معركة حقيقية بين الأطفال التي تلحق الأذى الشديد بعيونهم وأجسادهم، الأمر الذي تكون آثاره سلبية، لا على الأطفال فقط بل على أسرهم مادياً ونفسياً، لأن إصابة أي طفل تنغص على الأهل كثيراً وتنزع منهم فرحة العيد وبهجته.

والسؤال هو: كيف تغزو هذه المفرقعات أسواقنا بهذه الكميات الكبيرة دون أي رقابة عليها، رغم كل التحذيرات الشديدة بمنعها ومعاقبة بائعيها؟

والقضية الأخرى التي نشير إليها هي: موضوع الأسواق وألبسة الأطفال، إذ نلاحظ غياباً تاماً للرقابة التموينية عن الأسواق، فقد حطمت أسعار ألبسة الأطفال الأرقام القياسية في هذا العيد، وأرباح التجار كانت فاحشة دون حسيب أو رقيب، وأنهكت كواهل الأسر السورية وأفرغت جيوبهم أكثر مما هي خاوية!

بقي أن نقول: يجب تأمين كل المستلزمات الضرورية لأطفالنا في الأعياد في كل المناطق، بتأمين أماكن آمنة وألعاب ومأكولات وأطعمة، وذلك بإشراف جهات رقابية مختصة، ويجب أن لا ننسى أن للأهل دوراً مهماً بمرافقة الأطفال في العيد وتوعيتهم وإرشادهم، وبذلك يكون العيد أحلى!

العدد 1105 - 01/5/2024