من الصحافة العربية العدد 571

وصفة أمريكية وانضباط عربي: توحيد البنادق والسياسيين!

 ضبطت جامعة الدول العربية إيقاعها الدبلوماسي، على وقع المفاوضات الأمريكية  الروسية لايجاد مخارج للأزمة السورية التي توشك أن تدخل عامها الثالث قريباً، في ظل عجز طرفَيْ المعادلة السورية عن الحسم العسكري من جهة، وانسداد آفاق الحل السياسي الداخلي من جهة أخرى.

وتمثل هذا (الانضباط العربي) بالالتزام التام بحذافير (الوصفة) التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الدوحة، ويطلب فيها بشكل واضح من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ورئيس حكومته وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، استخدام نفوذهما لدى المعارضة السورية، من أجل فرض إطار سياسي  عسكري موحد، استعداداً لجلوس طرفَيْ الأزمة السورية حول طاولة واحدة برعاية دولية.

وحسب مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اشترط على نظيره الأمريكي، بعد إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم من موسكو الاستعداد للحوار مع المعارضة السورية وبضمنها المسلحة، أن يصار إلى توحيد الكيانات المعارضة ضمن كيان واحد.

وتضيف المصادر أن كيري حث الدول الخليجية على إحداث صدمة إيجابية كبيرة جداً للمعارضة السورية يمكن أن تتوج بالإطار المنشود، بما يمهد للجلوس حول طاولة المفاوضات انطلاقاً من البند الأول الذي يتمسك به الروس، وهو وقف النار المتبادل، بحيث يكون كل طرف معنياً بتوفير الضمانات اللازمة للطرف الآخر.

وتقول المصادر ل(السفير) إن فكرة (الهيئة التنفيذية) ولدت من هذه الزاوية تحديداً، ولو أن وزير خارجية قطر حاول حرق المراحل في مستهل الاجتماع العربي بدعوته إلى الاعتراف الرسمي بالائتلاف ممثلاً لسورية، لولا أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أوضح له أن عناصر ثلاثة تحدد الأمر، وهي الأرض والشعب والسيادة، وإذا كان العنصران الأولان متوفران، فإن الثالث غير موجود.

وتشير المصادر إلى أنه حصل أخذ ورد حول هذه النقطة، وبدا واضحاً أن حمد بن جاسم مهتم بتمرير نقطتين من ضمن المقررات الرسمية، أولهما تبني تسليح المعارضة، وثانيهما ضم (الائتلاف الوطني السوري) المعارض رسمياً إلى جامعة الدول العربية.

وقد جوبهت النقطة الأولى برفض شبه شامل، فطلب القطريون طرح النقطة الثانية على التصويت، وكان جواب العربي وكل من العراق والجزائر أن الأمر يحتاج إلى الثلثين… وعند هذا الحد تلقف وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو فكرة الهيئة التنفيذية، وصدر القرار بالإجماع وليس بغالبية الثلثين، على طريقة حمد بن جاسم، الذي قال رداً على المعترضين على مخالفة قوانين وأنظمة الجامعة العربية: إن الرئيس السوري بشار الأسد يخالف كل القوانين والشرائع ولا أحد يحاسبه، ومادام الوضع استثنائياً فلابد من قرارات استثنائية.

وقد اعترض الجزائريون والعراقيون على الفقرة الثانية من القرار. إنشاء الهيئة التي ستشغل مقعد سورية في جامعة الدول العربية، وعدّوها مخالفة لقوانين الجامعة، فيما قرر لبنان النأي بنفسه عن كل القرارات الخاصة بسورية.

وفي النقطة المتعلقة بتشريع التسليح، قال حمد بن جاسم مخاطباً المعترضين إن النظام السوري تدرج في استخدام السلاح وصولاً إلى الطيران، وفي كل مرة كان هناك من يحذره. ومؤخراً بدأ يستخدم صواريخ (سكود)، والكل ما زال مكتوف اليدين. وأشار إلى أن الأوربيين سبقونا في موضوع التسليح (وهذا أمر معيب لنا كدول عربية).

وتشير المصادر إلى أن الأمريكيين بدَوْا منذ اللحظة الأولى غير متحمسين لقضية التسليح، وهم أبلغوا القطريين تحديداً أن من عجز عن إيجاد كيان سياسي موحد لا يستطيع إيجاد إطار عسكري موحد.

وأضافت المصادر أن القطريين ومعهم بعض العواصم الأوربية، يدفعون في اتجاه تشريع التسليح بالمعنى السياسي، تمهيداً لتشريع دخول الدول عسكرياً في مرحلة لاحقة على خط الأزمة السورية ميدانياً. غير أن هذه النقطة ما زالت مدعاة تحفظ من الجانب الأمريكي، على عكس كل التصريحات التي أدلى بها كيري في اليومين الماضيين.

ولعل السؤال الذي تردد كثيراً في أروقة الجامعة العربية: هل بمقدور القطريين توحيد المعارضة السورية وتشكيل الهيئة التنفيذية، قبل السادس والعشرين من آذار، تاريخ القمة العربية في الدوحة؟

الجواب مزدوج، من القول إن مَنْ عجز عن توحيد المعارضة السورية طوال سنتين لن يوحدها في أسبوعين، إلى القول إن حمد بن جاسم تعهد لكيري بأن تستخدم الدوحة نفوذها لإنشاء الإطار السياسي والعسكري والتنظيمي الموحد (الهيئة التنفيذية) في المهلة الزمنية الفاصلة عن القمة العربية.

(السفير)، 7/3/2013

 

المؤتمر يدعو التجمع إلى التكاتف مع جبهة الإنقاذ

في 27 شباط 2013 انعقد المؤتمر العام السابع لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، وقد حضر الاجتماع من أعضاء المؤتمر 519 عضواً، وأثبت اعتذار 9. وكان إجمالي الحضور 510 وعدد الذين صوّتوا 488.

وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة كلمة أرسلها الأستاذ خالد محيي الدين زعيم الحزب، معتذراً عن الحضور لوعكة صحية طارئة. وقد أكد فيها على ضرورة أن يلتزم كل أعضاء الحزب بالحفاظ على وحدتهم، والسعي معاً للحفاظ على وحدة الحزب وضرورة القبول بالنتائج الانتخابية واحترامها. وأن يلتزم الجميع بالعمل المشترك للنهوض بالحزب ودعم جماهيريته في معركته الصعبة حفاظاً على مصالح العمال والفلاحين والفقراء والمهمشين والنوبيين، وعلى ضرورة مواجهة حكم المرشد وسعي القوى المتأسلمة لأخونة جهاز الدولة، وحث أعضاء الحزب على دعم العمل من أجل وحدة كل قوى اليسار، وعلى تحقيق وحدة جبهة الإنقاذ. وأكد لهم أن الشعب مشتاق إلى عطر اليسار.

وقد أستقبل أعضاء المؤتمر كلمة خالد محيي الدين بهتافات متواصلة باسمه، معلنين تقديرهم لزعامته وقيادته.

ثم تحدث د. رفعت السعيد رئيس الحزب متحدثاً عن تاريخ الحزب منذ تأسيس منبر اليسار حتى الآن، مؤكداً التزام الحزب منذ البداية حتى اليوم بالدفاع عن الفقراء والمهمشين، وأنه كان الحزب الوحيد الذي دافع عن حقوق المرأة وحقوق الأقباط والنوبيين وكل المهمشين والفقراء.

ودعا الحزب إلى العمل الجاد لتخليص مصر من حكم المرشد، وأكد التزام الحزب بمقاطعة الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً. وأشار إلى العوار الشديد في الحوار الأخير الذي أثبت أن د.مرسي لا يريد حواراً ولا يريد الاستجابة لأي من مطالب الجماهير ومطالب جبهة الإنقاذ.

ودعا كل القوى الوطنية إلى التكاتف مع جبهة الإنقاذ في موقفها، مؤكداً التزامه بجبهة الإنقاذ وبالعمل على تأكيد وحدة اليسار كرافعه أساسية لكل القوى المناضلة من أجل مصالح الفقراء والمهمشين.

ثم بدأت جلسات العمل بانتخاب رئاسة المؤتمر واللجان المشرفة على الانتخابات الحزبية، والتي أجريت بحضور مندوبين عن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان. وأقر المؤتمر عدداً من التعديلات اللائحية، كما أقر التقرير السياسي من حيث المبدأ، وإحالته إلى الأمانة العامة لإضافة التعديلات المقترحة من أعضاء المؤتمر وإصداره. ووافق المؤتمر على عدد من الاقتراحات منها: دعم صمود بور سعيد والدقهلية والإسماعيلية والسويس والغربية وخاصة المحلة والإسكندرية، ومختلف القوى المناضلة في مواجهة حكم المرشد والمدافعة عن حقوقها الوطنية والاجتماعية، كما أقر بياناً يدعو كل القوى اليسار إلى التوحد في هذه المعركة المصيرية.

وفي نهاية أعمال المؤتمر أعلنت نتيجة انتخابات رئيس الحزب وكانت كالتالي:

عدد المصوتين 488

عدد الأصوات الباطلة 11

1- الزميل السيد عبد العال 239

2- الزميل حسين عبد الرازق 238

وبذلك يكون الفائز بموقع رئيس الحزب الزميل السيد عبد العال.

الأهالي 5/3/2013

العدد 1105 - 01/5/2024