«القمر بيضوّي عالناس والناس بيتقاتلو»

شو قصة هالناس..؟ تعطي الأرض أبناءها البشر، من دون حساب، تهبهم بلا منّة، وتجود عليهم من فلذة كبدها بمؤتلف ومختلف الأنواع والأشكال والأحجام، من دون مقابل.

تبثّهم مع خاصّ عطرها (رائحة ترابها) صادق محبتها وفرحها، بدغدغة أقدامهم ولثم أناملهم وملاقاة آمالهم. فيما الأبناء يحتربون ويخصّون بعضهم بعضاً، بخالص الحقد والكراهية.

ما قلب هؤلاء البشر؟

يغرد الطير والنبات والحجر، كلٌّ على طريقته احتفاءً بالحياة. ويجتهد أبناء آدم  كلٌّ على هواه للتنغيص على أخواتهم وإخوتهم، لتنكيد عيشهم وسلبهم حياتهم، بأبشع وأفظع ما لديهم من مبتكرات.

ما بال أبناء آدم؟

هناك في سِفْر الجهاد، مَنْ فادى بماله ومُلْكه وبنفسه، دفاعاً عن أبناء وبنات جلدته، وذوداً عن حياض بلاده.

فهل من شيم الجهاد والمجاهدين المفاداة اغتصاباً وذبحاً وتقطيعاً لأوصال البلاد والعباد؟

كثيرة ، عسيرة، ومريرة هي الأسئلة..

قليلة، مرتبكة، وخجولة هي الإجابات..

ونادرة، نادرة، في هذا الزمن الأشوه، هي الملاجئ الآمنة والعيون العاشقة…

لم يبقَ لي إلا أن ألوذ إلى دفء عينيها.. اللتين اعتادتا رفدي بالمحبة، كلما تعبتْ أو نفدتْ أسلحتي، فأقرأ فيهما:

ها قد عاد السنونو إلى دياره السورية يا حبيبي.

فهل نشهد قريباً: عودة الوعي إلى الرؤوس؟..

.. الرحمة إلى القلوب؟..

وعودة الصحوة إلى الضمائر؟

العدد 1105 - 01/5/2024