زوغانوف: واشنطن تستخدم «المعارضة» المتعنتة لإحباط المؤتمر الدولي حول سورية

قال غينادي زوغانوف، رئيس الحزب الشيوعي الروسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية (تستخدم المعارضة السورية المتعنتة ورعاتها في العالم العربي من أجل إحباط المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف)، مشدداً على إصرار روسيا على حل الأزمة في سورية بسبل سياسية حصراً.

وأكد زوغانوف، في مقالة نشرتها صحيفة (برافدا) الناطقة باسم الحزب الشيوعي الروسي، تحت عنوان (ارفعوا أيديكم عن سورية)، أنه لايمكن بلوغ حل الأزمة في سورية سياسياً، إلا بشرط أن توقف البلدان الغربية وحلفاؤها فوراً إرساليات الأسلحة إلى مجموعات المرتزقة الإجرامية في سورية، وتمتنع عن تسليحها وتدريبها، كما أن وقف التدخل الأجنبي في الشؤون السورية الداخلية هو وحده المؤهل لوضع حد للعنف وإعادة ملايين المهجرين السوريين إلى وطنهم.

ورأى زوغانوف أن قرار مجلس الأمن الدولي حول سورية، العضو بالأمم المتحدة، فتح الطريق أمام عقد مؤتمر جنيف ،2 و(انتزع لبعض الوقت الذريعة من يد الغرب لشن عدوان على سورية، والتي جاءت بعد الاستفزاز المرتبط بالأسلحة الكيميائية في آب الماضي). وقال: (لقد فشلوا هذه المرة في تكرار السيناريو الليبي، برغم ضغوط الغرب واتهاماته الدائمة) وبضمنها الموجهة لروسيا، بسبب موقفها من الأزمة في سورية، معتبراً أن من السذاجة الاتكال على أن الاتفاقية حول الأسلحة الكيميائية ستزيل جميع أسباب الأزمة، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها سينبذون محاولات تقويض استقرار الوضع في سورية، بهدف إسقاط حكومتها الشرعية.

ولفت زوغانوف إلى أن تصريحات بعض القادة الغربيين تدل على أنهم لا يعتزمون التخلي عن استخدام اللهجة العدوانية، ولا يزالون يدرجون على جدول الأعمال مخططات التدخل العسكري ضد سورية، مؤكداً أن القرار الأممي المذكور لا يحل القضية الرئيسية المتمثلة في وقف العدوان على سورية المتواصل لأكثر من سنتين، على أيدي الإرهابيين المرتزقة الذين لا يتورعون عن استخدام أي شيء، وبضمن ذلك الأسلحة الكيميائية، علماً أن الولايات المتحدة وبلدان حلف الناتو تزيد من إرساليات الأسلحة وتدريب المعارضة وتمويلها.

وأشار زوغانوف إلى أن الحكومة التركية تواصل أعمالها العدوانية، وتدعم بقوة مجموعات المرتزقة الإجرامية، وتقدم أراضيها لإعداد المسلحين وتدريبهم، ونقل الأسلحة ومن يسمون (المتطوعين) إلى سورية، في وقت مدّد فيه البرلمان التركي مؤخراً لمدة سنة تفويض الحكومة بإدخال وحدات عسكرية تركية إلى الأراضي السورية في حال الضرورة.

ووصف زوغانوف سياسة الغرب حيال سورية بأنها تتضمن كل ما يتعلق بالخداع والتحذلق، إذ يواصل من يدّعون حب الحقيقة، بكل وقاحة، تجاهل الأدلة الدامغة التي قدمتها روسيا حول تورط مجموعات المرتزقة الإجرامية باستخدام الأسلحة الكيميائية، كما يواصلون (اتهام السلطات السورية بارتكاب جرائم حرب).

وانتقد زوغانوف مطالب الغرب لسورية بإتلاف الأسلحة الكيميائية، وامتناعه في الوقت ذاته عن مطالبة إسرائيل، التي تتمتع برعاية الولايات المتحدة، بالانسحاب من الجولان المحتل، أو التخلي عن الأسلحة النووية، أو إتلاف ترسانتها الكيميائية، أو حتى التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مستهجناً أيضاً إقدام الولايات المتحدة وحلفائها على التعاون بنشاط مع منظمات إرهابية من شاكلة (تنظيم القاعدة وجبهة النصرة) اللتين تمتلكان مكونات الأسلحة الكيميائية، منبهاً إلى احتمال قيام هاتين المجموعتين الإرهابيتين باستفزازات.

كما استهجن زوغانوف الحملات الإعلامية المضللة التي تواصل وسائل الإعلام الأجنبية انتهاجها بشأن الأحداث في سورية، والتي تحاول بإطارها إدخال مزاعم بمسؤولية الحكومة السورية عن الجرائم والفظائع التي تجري في سورية بمخيلة الأوربيين البسطاء وإطلاقها أوصافاً على المجموعات الإرهابية لاتمت لهم بصلة، كتسميتهم بالمعارضة حيناً، وبالمتمردين والمناضلين من أجل الحرية في أحيان أخرى. وحذر زوغانوف من احتمالات تفشي التطرف المنفلت من عقاله في سورية والشرق الأوسط بمجمله، بسبب ممارسات الولايات المتحدة والدول التي تسير في ركابها، واختلاقها أعمالاً تزيد أعداد المتطرفين.

وسخر زوغانوف من نتائج اجتماع ما يسمى (أصدقاء سورية) الأخير في لندن، مؤكداً أنه لم يخرج بأي قرارات مصيرية، واقتصر على اتخاذ بيان شكلي وإعلانات عن اعتزامهم البحث عن حل سياسي للأزمة في سورية، ونداءات إلى المعارضين للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الأسرة الدولية دون أي إجراءات عملية.

العدد 1105 - 01/5/2024