السعودية وباكستان تتعاونان في تدريب «جيش» للمعارضة
ذكرت مجلة (فورين بوليسي)، أنه بعد تبدد آمال السعودية بأن تقود الولايات المتحدة الجهود الدولية من أجل إسقاط النظام السوري، فإنها تبذل جهوداً لتدريب المسلحين في باكستان.. ونقلت عن مصادر مطلعة، على هذا البرنامج، أن الرياض جندت عدداً من المدربين الباكستانيين لمساعدتها في القيام بذلك.
وتشير المجلة إلى أن باكستان والسعودية قامتا سابقاً، بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بدعم المقاتلين الأفغان التابعين لحركة (طالبان) لقتال الروس خلال الثمانينيات، لكن هذا الشكل من التعاون قد يحمل محاذير في يومنا هذا، فالمقاتلون الأفغان المشتتون، لم يتمكنوا من الحكم بعد سقوط النظام الذي سبقهم، ما مهد الطريق للفوضى وأسس لصعود (طالبان). كما أنهم التحقوا في ما بعد بتنظيم (القاعدة) ووجهوا أسلحتهم نحو أسيادهم السابقين.
وبحسب المجلة، فإنه تمت في الرياض مناقشة خطر حدوث مثل هذه الانتكاسة، لكن سعوديين مطلعين على هذا البرنامج التدريبي وصفوه بأنه (مضاد للتطرف) وليس سبباً محتملاً له. واعتبروا أن الرياض تركز على هدفين أساسيين: إسقاط النظام في سورية، وإضعاف الجماعات المرتبطة ب(القاعدة) في البلاد.
وكان الرئيس السابق للاستخبارات السعودية تركي بن عبد العزيز أشار، في مقابلة أجريت معه مؤخراً، إلى أن (على فصائل المعارضة السورية الرئيسية تعزيز قواها، بحيث يمكن أن تحمي نفسها من هؤلاء المتطرفين الذين يأتون من كل مكان لفرض أيديولوجياتهم على سورية).
ونقلت المجلة عن مصدر سعودي أن الدور الباكستاني في البرنامج ضئيل نسيباً، إذ إنه بحسب الخطة الموضوعة، فإن على الباكستانيين تدريب لواءين من المسلحين السوريين، أي ما يقارب خمسة إلى عشرة آلاف مقاتل. ويشير يزيد صايغ، الباحث في مركز (كارنيغي)، إلى أن استخدام المدربين الباكستانيين يظهر أن السعودية تنوي بناء جيش من المسلحين السوريين، أي ما يقارب 40 إلى 50 ألفاً من المقاتلين المدربين. ويضيف أن السعودية تسعى لبناء جيش جديد للمعارضة يحمل (أيديولوجيا سنّية معروفة)، تستطيع تقويض سيطرة الفصائل المتشددة بين المسلحين.
ويؤكد المصدر السعودي أن (الطريقة الوحيدة التي قد تدفع الرئيس السوري بشار الأسد إلى التخلي عن السلطة، هي مواجهته لتهديد حقيقي من قبل جيش مسلح مخيف). ورفض مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على برنامج التدريب السعودي.
وإضافة إلى برنامجها التدريبي الذي تقوم به في الأردن، فقد ساهمت السعودية في توحيد نحو50 فصيلاً معارضاً تحت مسمى (جيش الإسلام).