حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 32 لإعادة تأسيسه: نحو رفض المشاريع الإسرائيلية الأمريكية لتصفية حقوق شعبنا

في العاشر من شباط تحل الذكرى الثانية والثلاثون لإعادة تأسيس حزبنا، حزب الشعب الفلسطيني. وتأتي هذه الذكرى المجيدة في وقت تموج فيه المنطقة بأحداث ومتغيرات هامة ومتواصلة، تسعى خلالها الشعوب لانتزاع الحرية وتحقيق الديمقراطية والإصلاح السياسي وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، وبهذا المضمون فهي ترفض سياسة تجديد الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها من تحالف رأس المال والنظم السياسية القمعية والتيارات الظلامية، التي تعمل اليوم جاهدة للالتفاف على الرغبة الشعبية، والحيلولة دون تحقيق الأهداف الحقيقية التي قامت من أجلها حركات الاحتجاج والتغيير والثورات الشعبية.

إن إرادة الشعوب وتلاحمها في الكفاح ضد كل أنواع القمع والتسلط والاستغلال والاستبداد والتفريط الوطني، وفي مواجهة سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل، تأتي في الوقت نفسه لتعزز روح الدعم والتلاحم الكفاحي مع القضية الوطنية العادلة لشعبنا الفلسطيني، الأمر الذي يتقاطع مع طموحاته ونضاله من أجل التحرر والاستقلال الوطني، ومن أجل ضمان حقوق لاجئيه في العودة إلى ديارهم

إن حزب الشعب الفلسطيني يؤكد ضرورة استئناف الهجوم السياسي ومواصلته، من أجل تغيير قواعد العملية السياسية، خاصة بعد اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين، مما يتطلب مواصلة السعي لحشد الإرادة الدولية من أجل الإنهاء الفوري للاحتلال بكل تجلياته، باعتبار قضية تحقيق الاستقلال الفوري لدولة فلسطين بعاصمتها القدس وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين هي المهمة العاجلة لشعبنا والمجتمع الدولي من أجل تنفيذ قراراته المتعاقبة بهذا الخصوص.

وفي هذا الإطار فإن الحزب يدعو للإسراع في مشاركة فلسطين في المؤسسات الدولية كافة، والانضمام إلى الاتفاقات والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف، وإلى المنظمات الدولية المتخصصة وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، والعمل على تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية ويعتبر ذلك مهمة عاجلة لا بد من مواصلتها، لمواجهة استمرار العدوان والتوسع والاستيطان.

إن حزب الشعب يدعو إلى اعتبار شعار المرحلة المباشر هو تحقيق الاستقلال الفوري لدولة فلسطين وعاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال عن أراضيها، وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وفقاً للقرار ،194 والتمسك برفض المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، ورفض مرجعية القرارات الدولية، كما يدعو إلى الانطلاق في مواجهة أية مساعي لذلك من حقيقة الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية وحدودها وعاصمتها القدس، وعدم العودة إلى مربع التفاوض حولها.

إن حزب الشعب وانطلاقاً من رؤيته للمخاطر التي تحيق بقضيتنا الوطنية يدعو إلى:

1- تفعيل المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال والمستوطنين، وتوفير كل أشكال الدعم للمبادرات الشعبية التي انطلقت في باب الشمس والكرامة وكسر القيد وعين حجلة والعودة وغيرها، والعمل على تطويرها وتوسيع نطاقها لتشمل كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ،1967 وبضمنها القدس وقطاع غزة، والعمل على توحيد الجهود كافة والأطر الناشطة في هذا المجال وصولاً إلى بناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية، في سياق استراتيجية وطنية شاملة.

2- الإسراع في إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية وفقاً لما تم الاتفاق عليه، والانطلاق من مضمونه في التعامل مع المستجدات التي نشأت خصوصاً بعد التوجه للأمم المتحدة.

3- تشكيل مجلس تأسيسي للدولة الفلسطينية كمرحلة انتقالية، يتكون من أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير والمجلس التشريعي وشخصيات وكفاءات وطنية، كمحطة انتقالية إلى حين إجراء الانتخابات المتفق عليها في الحوارات الوطنية.

4- التواصل مع كل تجمعات شعبنا وجالياته، وحشد طاقات الشعب الفلسطيني في هذه الوجهة وتفعيل دور منظمة التحرير في ذلك بما فيها تجديد اتحاداتها ومؤسساتها ذات العلاقة بهذه العملية.

5-  تفعيل التضامن الدولي مع شعبنا الفلسطيني، بتعزيز العلاقات مع جميع المنظمات والهيئات الدولية التي تعرب عن تضامنها مع شعبنا وقضيته العادلة.

 

على صعيد السلطة الفلسطينية

إن حزب الشعب الفلسطيني، وهو يُحْيي الذكرى الثانية والثلاثين لإعادة تأسيسه تحت شعار (الاستقلال الآن)، يدعو إلى المباشرة بإجراء التغييرات في مؤسسات السلطة بما يتناسب مع المكانة الجديدة لدولة فلسطين، ولتحقيق ذلك فإنه يؤكد أن نجاح معركتنا في إنجاز الاستقلال الوطني يتطلب العمل بصورة عاجلة على التالي:

* إعادة النظر في التزامات السلطة مع إسرائيل، وخاصة في المجالين الأمني والاقتصادي، وكذلك في كل المجالات الأخرى، وبضمنها الخدمات، والمباشرة بتنفيذ ذلك وفق خطة واضحة.

* تركيز أولوية السلطة ومهمتها المركزية في مساندة الحركة الشعبية ودعمها، وتعزيز الصمود في مواجهة إجراءات الاحتلال، وتحسين مستوى تقديم الخدمات الأساسية لشعبنا في مجالات الصحة والتعليم، وتكييف أولويات السلطة وخطتها على أساس ذلك.

* اعتماد خطة وموازنة مالية طارئة لمواجهة الوضع المالي الحالي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتجنيد الموارد لها خارجياً وداخلياً، وربط مجمل عملية الإنفاق بمتطلبات الأولويات المشار إليها، وفق سياسة اقتصادية جديدة تقوم على تعزيز صمود المواطنين وتخفيف الأعباء عن الفقراء والكادحين والفئات المهشمة.

* يطالب حكومة حماس في قطاع غزة بإيداع العوائد الضريبية والرسوم التي تقوم بجبايتها ضمن إيرادات السلطة، والكف عن التصرف بها بعيداً عن موازنة السلطة.

* دعم التعليم الجامعي وخفض الرسوم وضريبة القيمة المضافة عن السلع الأساسية، وإعادة النظر في العديد من الرسوم وحملات الجباية التي فرضت دون قوانين.

* يدعو إلى الكف الفوري عن كل مظاهر انتهاك الحريات وحقوق الإنسان، وإلى تعزيز الديمقراطية والمساواة والمواطنة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

* إن عناصر هذه الخطة تقوم على:

– تحمّل جماعي للعبء المالي بحيث لا يكون ضحيته صغار الموظفين والقطاعات المحدودة الدخل وبرامج الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليم.

– تحمّل مسؤولية تأمين موارد مالية في الحد الأدنى المطلوب وفق هذه الخطة، من المصادر الخارجية والداخلية.

– توجيه حراك شعبي مشروع ضد سلب أموال السلطة من قبل الاحتلال وكجزء من المعركة الوطنية الأشمل، لإنهاء الاحتلال.

– بحث كل الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل في المؤسسات الدولية المعنية.

– التوافق على هذه الخطة مع القطاعات الشعبية كافة في إطار الجهد الجاري لعقد المؤتمر الاجتماعي – الاقتصادي وأثناء التحضير له.

إن حزبنا، وهو يحيي الذكرى الثانية والثلاثين لإعادة تأسيسه تحت شعار (الاستقلال الوطني الآن)، يجدد إصراره على مواصلة نضاله الوطني والاجتماعي والديمقراطي، موجهاً التحية لجماهير شعبنا في جميع أماكن وجوده، كما يوجه تحية إكبار واعتزاز إلى الأسرى البواسل ورفاقه في سجون ومعتقلات الاحتلال، وإلى كل مناضلي ومناضلات شعبنا وجرحاه ومبعديه، وإلى أرواح الشهداء الذين سقطوا على طريق كفاحه الطويل!

عاشت الذكرى المجيدة لحزبنا!

معاً على طريق المقاومة الشعبية من أجل التحرر الوطني، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وضمان الحقوق الاجتماعية والديمقراطية!

 

حزب الشعب الفلسطيني

10 شباط 2014

العدد 1105 - 01/5/2024