العلمانية ليست احتلالاً

 في فكرنا العربي الحديث ثمة مفاهيم مطلوبة أصابها سوء الفهم فظلمت أو في أحسن الظن أصابها تعصب مقتنعيها أو عدم إدراكهم الصحيح لها فلم تسلم من الظلم والنقد.

ولعل أهم المواضيع وأكثرها انتشاراً في وقتنا الراهن هو موضوع (العلمانية) وما نلحظ من تأرجح في الآراء بين مؤيد ورافض له، ومن شعارات العلمانية التي أثارت ضجة كبيرة في الوطن العربي هو (الدين لله والوطن للجميع) هذه العبارة الشهيرة التي قالها الزعيم الراحل سعد زغلول عام 1919م في ثورته ضد الاحتلال فنجح بشعاره هذا في جمع المصريين جميعاً تحت خيار واحد. لكن في الواقع أن الاحتلال الذي يجب أن نحاربه هذه المرة هو الاحتلال الفكري والثقافي الذي يحاول اجتياح عالمنا العربي وتدميره، فقد بدأت تتعالى أصوات أن الآخر المختلف عنا في المذهب أو الدين هو عدو لنا وليس أخ في الإيمان أو حتى في الإنسانية، وهذا ما بدت عليه بلداننا العربية مؤخراً.

ومن تلك المفاهيم التي تتبع لمصطلح العلمانية هو (فصل الدين عن الدولة) والذي يسعى إلى تحييد بعض رجال الدين الذين يسعون إلى تسيس الدين وبث الفكر المختلف والمتطرف في النفوس، فلكلِ منهم حاشية تتبعه وتؤيد أفكاره وتسعى إلى بث السم في النفوس.

فإذا تحقق هذا المبدأ وطبق في بلداننا العربية لشهدنا الكثير من التطور العلمي والتقدم الفكري والثقافي، واستطعنا تطبيق حق المواطنة والحرية السياسية وحرية الآخر ولكانت أحوالنا أفضل بكثير مما هي عليه الآن.

العدد 1105 - 01/5/2024