«التقدمي» البحريني يدين التفجير الإرهابي في قرية القديح بالقطيف

استنكر المنبر التقدمي في البحرين وأدان بشدة، في بيان له بتاريخ 23 أيار 2015 العمل الإرهابي الجبان الذي ارتكبته عصابات الإرهاب المجرمة بحق مواطنين سعوديين أبرياء أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي في قرية القديح بمنطقة القطيف شرق المملكة العربية السعودية، والذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء بين قتيل وجريح. ويعزي التقدمي أسر الضحايا وعوائلهم، داعياً للإسراع في كشف ملابسات الجريمة وفضح الجهات التي تقف وراءها ومعاقبتها، وذلك لقطع دابر الإرهاب الأسود الذي أضحت مظاهره وممارساته تمثل قلقاً حقيقياً للجميع في دول المنطقة على وجه التحديد. وأكد المنبر التقدمي أن بروز هذه النزعة العدوانية الشديدة التوحش في السنوات الأخيرة يعود إلى توجه الدوائر الإمبريالية العالمية لإنعاش ظاهرة الفاشية الدينية، بوصفها أداة فعالة لهدم كيانات الدول الوطنية وتقسيمها وإعادة رسم خريطة المنطقة العربية ومناطق أخرى من العالم بما تقتضيه حسابات ما بعد أزمة الرأسمالية العالمية المتفاقمة منذ عام 2008. لقد بدا واضحاً للعيان أن هذه الجريمة البشعة تأتي في سياق ما تشهده منطقتنا من حالات مستمرة من عدم الاستقرار ومسلسل التفجيرات وإزهاق الأرواح والمؤامرات التي باتت تستهدف في مجملها إشاعة الفوضى والرعب في دول المنطقة، والتي أضحت تفرز حالات مختلفة من الاحتقان والانفجارات التي يتطاير شررها في كل اتجاه، ليهدد وحدة الشعوب وأوطانها.

إن المنبر التقدمي يناشد جميع القوى الخيّرة في بلدان منطقتنا والعالم من حولنا، الوقوف بشكل جدّي في مواجهة الإرهاب والقتل والاحتراب الأهلي التي تؤدي في النهاية إلى انهيار الدول وضياع مستقبل الشعوب وإغراقها في صراعات عبثية مهلكة، والتكاتف في مواجهة الإرهاب وأعداء السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، عبر تأكيد أهمية وحدة دولنا وشعوبنا وسلامتها وتحصينها من أية اختراقات ومؤامرات وتمزيق طائفي. وفي هذا الاتجاه فإننا نحمّل جميع الأنظمة والحكومات المسؤولية الأولى لإنهاء حالة تأجيج الفتن والكراهية ووقف الخطر المحدق الذي بات يهدد ليس شعوبنا وأوطاننا فقط، بل والأنظمة ذاتها أيضاً، وأن تبتعد عن مجرد التفكير بجدوى الاستناد على هذه القوى لمحاربة (أعداء) الخارج أو الهروب إلى الأمام من استحقاقات الإصلاحات الاقتصادية الاجتماعية والسياسية الدستورية الحقيقية تجاه شعوبها، بعد أن بات واضحاً الأثر الارتدادي المدمر لهذا النهج الخاطئ على الأوضاع الداخلية في بلداننا وعلى الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم.

إننا ندعو كل الأحزاب الشقيقة والصديقة وقوى السلم والتضامن بين الشعوب في مختلف أنحاء العالم إلى إدانة هذه الجريمة الوحشية والمطالبة بإنزال أشد العقوبات بمن تسبب في قتل الأبرياء وجرحهم وترويعهم، والمطالبة بفضح ما يحاك لشعوب هذه المنطقة ودولها من مخططات، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل بحزم مع قوى الظلام والإرهاب، للحيلولة دون تكرار مثل هذه المآسي قبل أن يصبح مسار الفوضى والدمار غير قابل للرجعة عنه.

العدد 1105 - 01/5/2024