على هامش الذكرى العاشرة لإصدارها: صحيفة الوطن.. الجميل فيها اسمها!

الصحافة هاجس الناس عندما تعبر عنهم.. هذا ما يطرحه علينا الناس عندما نسألهم عنها، وأحياناً يترافق هذا التعليق بابتسامة ود من الناس، لأنهم يحلمون بصحافة تليق بالسوريين الذين قدموا منذ الاستقلال حتى اليوم أسماء مهمة على صعيد الثقافة والأدب والفن والصحافة!

يتصدر الصحافة السورية هذه الأيام اسم صحيفة الوطن.. وصحيفة الوطن هي صحيفة سورية خاصة كما تعلمون، تمكنت من إنشاء مصداقية لسمعتها منذ صدورها، فهل نافست بقية الصحف السورية القليلة الموجودة في سوق الورق، والتنافس هنا مهنيّ وشرعيّ ونافع..

نعم.. احتفلت صحيفة الوطن بالعيد العاشر لصدورها.. مبروك للصحافة!

وعندما نتحدث عن عشر سنوات في عمر وسيلة إعلامية ما، فهذا يعني أننا نتحدث عن تجربة، هي تجربة صحيفة الوطن، ولكن التجربة هذه المرة تفتح على أسئلة كثيرة تتعلق بالصحافة السورية، هذه الصحافة التي قيل عنها الكثير، وانتقدت أكثر من مرة، فأين هي الصحافة السورية من نفسها ومن الناس؟ وأين هي من هوية الإعلام الوطني حيث يعيش الوطن بمجموعه حالة حرب تكاد سنتها السادسة تنتهي؟..

يحق لنا أن نطرح هذه الأسئلة، ففيها يشعر الصحفي السوري أنه معني بتثبيت الهوية الوطنية لأدائه، ومعني أيضاً بتقبل لغة الشفافية والجرأة التي تعمل عليها الصحف التي تحترم نفسها أيضاً؟

نعم..

الصحافة واحد من الأشكال الحضارية للمجتمعات، وفيها تتضح صور الحياة بحلوها ومرّها، بالجمال الذي فيها، أو بالبشاعة التي قد يشوهها شيء ما، يطرأ على سيرورتها الخالدة..

كانت الصحافة السورية بوابة حضارية واسعة للوطن السوري الذي شكل لنفسه سمعة كبيرة غالية في العالم منذ اكتشاف أبجدية أوغاريت حتى اليوم، سمعة جعلت الكثيرين يكتبون عنها في عملية البحث عن مكامن الجمال والثقافة في هذا العالم..

وهنا.. تطرح صحيفة الوطن نفسها، في مرحلة صعبة وخطيرة، فهل شكلت هوية صحافة جديدة في سورية، أم أنها لاتزال على الطريق؟

سؤال كبير.. نتركه للزمن..

وأخيراً: ماذا نقول لصحيفة الوطن في هذه المناسبة؟

نقول لصحيفة الوطن.. جميل هذا الاسم بعد عشر سنوات من محاولة تدميره!!

العدد 1102 - 03/4/2024