لا بدّ..

لا بدّ… !

لا بدّ أن تبقى هكذا مستيقظاً

حاملاًبين كفيّكَ فنجانَ قهوتِكَ

وقلباًأنهكه العطَبُ وعقلاًما زال قادراًعلى العمل

إلا أنَّ أحدَهم سوف يعكّر عليكَ صفوكَ ويكسرُ هذا الصّمتَ :

إنّه عصفورٌ يحمل قصفة حلمٍ

يحلّق في الفضاء عالياًليقطفَ شيئاًمن الشّفق يزيّنُ به قصفةَ الحلم ..

وأنا ها هنا غارقةٌ في الضّباب

في ثنايا روحي أغنيةٌ يحلو لها التّسكّعُ

فتشجيني أنغامُها وتفجّرُ ينابيع الدّمع في مقلتيَّ

فأنادي

وتتوه نداءاتي في جوف الضّباب

ممزِّقةً سكينةَ الرّبيع.

يا لهذه الدّنيا

كم تجعلُنا نقذفُ ما في أعماقِنا على وجه الورق

لنلملمَ شيئاًمن شتاتِنا

وكلُّ ما في الأمر أنّنا أردنا المرورَ بسلامٍ

لمْ تكن هوايتي يوماًامتهانَ السّفر

 لكنّ السّفرَ جعلنا نبحث عن هويّةٍ أضعناها

ولسنا ندري إنْ كنّا سنجدها أم لا … !

العدد 1102 - 03/4/2024