اجعل معدتك صغيرة من دون جراحة

يقول خبراء السمنة إن هناك حلولاً بديلة إذا طُبقت بعناية فإنها قد تسمح بتصغير المعدة في شكل طبيعي بأمان ومن دون الحاجة إلى جراحات معقدة يمكن أن تعرض حياة أصحابها للخطر، وبالتالي فإنها تفيد في التخلص من كميات الشحم الفائضة والوزن الزائد. وتشمل هذه الحلول:

– الامتناع عن تناول كميات كبيرة من الطعام، فحشر المعدة بأصناف عدة من الطعام دفعة واحدة هو الذي يدفع إلى زيادة حجم المعدة ثم التعود على تناول كميات كبيرة من الأغذية، من هنا فإن أفضل حل هو في ملء المعدة بكميات أقل من الطعام من خلال اختيار الأطباق الصغيرة التي تحتوي على كميات أقل من الطعام، الأمر الذي يسمح بخفض الوزن والتحكم به، وبالطبع فإن هذه الخطوة لا تتم دفعة واحدة بل تدريجياً، إذ يتم تقليل كميات الطعام بصورة صغيرة كل يوم إلى أن تعتاد المعدة على الكميات القليلة التي تمكّن من حدوث الانكماش المنتظر في حجم المعدة مع مرور الوقت.

– مضغ الطعام ببطء، فعندما يبدأ الشخص بتناول وجبته فإن الجسم يحتاج من 20 إلى 30 دقيقة حتى تصل الرسالة إلى مركز الشبع في الدماغ، ومفادها أن المعدة امتلأت، من أجل التوقف عن الأكل، ما يحول دون الإمعان في تناول كميات أكبر من الطعام، الأمر الذي يساهم في تقليص حجم المعدة في شكل طبيعي، في المقابل فإن التهام الطعام على عجل سيتيح الفرصة لازدراد المزيد من الغذاء في انتظار الرسالة المذكورة إلى المخ لحض مركز الشبع والتوقف عن الأكل.

– اعتماد الأغذية الغنية بالألياف، وتملك هذه الأغذية خاصتين رئيستين: الأولى هي أنها فقيرة بالسعرات الحرارية، والثانية أنها تثير الشبع في وقت قياسي لأنها تتيح الحصول على امتلاء ميكانيكي طويل الأمد في المعدة، وهذا بالتالي ما يعمل على تحفيز سلسلة الهرمونات المسؤولة عن الشبع. وتوجد الألياف في كل أنواع الخضار والفواكه، ويجب الحرص على أن تكون هذه موجودة في كل وجبة من وجبات الطعام الثلاث الأساسية لأنها تملأ المعدة.

– اختيار الأطعمة ذات المشعر السكري المنخفض، فقد تم تصنيف الأغذية بحسب درجة رفعها مستوى السكر في الدم إلى نوعين هما: أطعمة ذات مشعر سكري مرتفع، وأخرى ذات مشعر سكري منخفض. والأطعمة ذات المشعر السكري المرتفع تؤدي إلى تدفق مفاجئ للسكر في مجرى الدم، وبالتالي إلى تحريض غدة البانكرياس على طرح هرمون الأنسولين الحارق للسكر بسرعة فائقة من أجل خفض مستوى السكر إلى معدله الطبيعي، لكن المشكلة هنا أن الجسم لا يطيق هذه التقلبات السريعة على صعيد مستوى السكر في الدم ولا على صعيد طرح هرمون الأنسولين، ما يولد إحساساً عاجلاً بالجوع وبالتالي تناول المزيد من الطعام الذي يقود إلى توسع المعدة أكثر فأكثر. وإذا ما ثابر الشخص في التهام الأطعمة ذات المشعر السكري العالي باستمرار فإن ذلك سيؤدي إلى إجهاد البانكرياس في صورة مستمرة، وبالتالي إلى ظهور ما يعرف بمقاومة الأنسولين التي تعرض الأشخاص المستعدين وراثياً للإصابة بالداء السكري النوع الثاني. لقد أثبت العلماء أن الأطعمة ذات المشعر السكري المرتفع تطلق العنان لسلسلة من التبدلات الهرمونية والاستقلابية التي تزيد من الشعور بالجوع وتحرّض على تناول المزيد من الطعام وبالتالي إلى توسيع المعدة وزيادة الوزن والبدانة.

في المقابل فإن الأغذية التي تملك مشعراً سكرياً منخفضاً هي الحصان الذي يجب المراهنة عليه، لأنها تسمح بانسياب بطيء وسلس للسكر إلى الدورة الدموية دون حدوث ذبذبات على صعيد طرح هرمون الأنسولين في الجسم، وهذا ما يعجّل من الشعور بالشبع ويدفع إلى تناول كميات أقل من الطعام تخفف من العبء الواقع على المعدة. وإلى جانب هذا وذاك فإن الأطعمة ذات المشعر السكري المنخفض لا تحافظ على مستوى سكر الدم فقط، بل تجعل أعضاء الجسم كلها تعمل في شكل أفضل مما يجعلها تساهم في تحسين الحال الصحية.

– الحد من المآكل المشبعة بالدهون، فهذه الأطعمة تستغرق وقتاً أطول للهضم، ما يجعلها تراوح في المعدة وقتاً طويلاً يعرّضها إلى المزيد من التوسع مع مرور الأيام.

ختاماً، يجب عدم تجاهل أي وجبة من وجبات الطعام الرئيسة، خصوصاً وجبة الفطور، فمثل هذا الإهمال سيجبر صاحبه على استهلاك كميات أكبر من الطعام في الوجبات التالية من أجل التعويض عن الوجبة التي فاتت، وهذا ما يرغم المعدة على التمدد أكثر لاستيعاب هذه الكميات.

العدد 1105 - 01/5/2024