فرنسا تقود التحول.. والأوربيون على المحك

 ماكرون الذي تحركه صناديق المال والمصارف الدولية الكبرى، ويبحث عن نصيبه من الكعكة الكبرى التي يسيل من أجلها لعاب ترامب، لم ينتظر ضيفه الاستثنائي في عيد الثورة الفرنسية التي حملت شعارات إنسانية ماتزال تحتفظ براهنيتها حتى يومنا هذا، ليعلن التحول في موقف فرنسا من الأزمة السورية..

فقد سبق لقاءه بالضيف الأمريكي تصريحات واضحة بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، تدلل على خطأ السياسة الفرنسية في التعامل مع هذه المسألة، مؤكداً حينذاك أن حصاد فرنسا وأوربا كان قبضة من الريح..
إذ تشظى الإرهاب متجاوزاً نطاقه الإقليمي، وراح يضرب في عمق المدن الأوربية، مشكلاً (بعبعاً) أقلق الحكومات، وأدمى المواطنين الأوربيين الأبرياء.

الجديد في موقف الرئيس الفرنسي بعد مباحثاته مع ترامب كان أكثر وضوحاً، إذ أعلن عن طرح مبادرة (دولية) جديدة لحل الأزمة السورية، تأخذ في الحسبان أولية مكافحة الإرهاب، وأن الرئيسان وجها الدبلوماسيين الأمريكيين والفرنسيين بإعدادها لوضعها أمام مجلس الأمن.

نحن هنا لا نرفع من أهمية هذا التغير في السلوك الفرنسي إلى مستوى التحول الشامل، بل نشير إلى حقيقة يدركها كل مواطن سورية، وهي أن صمود جيشنا الوطني، وخلفه شعبنا الذي تحمّل أشد انعكاسات الحصار والقتل والتدمير وحزّ الرقاب،
وهو يدافع عن بلاده في مواجه الغزو الإرهابي الشامل، لابد أن تأتي ثماره، لا على الصعيد السوري والإقليمي فحسب، بل على الصعيد الدولي أيضاً.

التوجه الفرنسي الأمريكي لطرح مبادرة جديدة تستند إلى مكافحة الإرهاب، عليها أيضاً أن تعترف للسوريين بحقوقهم السياسية والدستورية، دون وصاية، ودون تدخل في طريقة اختيارهم لمستقبلهم الذي يريدونه ديمقراطياً.. علمانياً، ودون مصادرة إرادتهم باختيار ممثليهم وقادتهم.

جدية التغييرات الأوربية تظهر على المحك فقط..

ألغوا عقوباتكم.. وحصاركم لبلادنا..

العدد 1104 - 24/4/2024