هبّة شعب.. ووطن

ما شهدته وتشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، يعيد إلى الأذهان الانتفاضات الشعبية المقاومة للاحتلال الصهيوني، التي أكد فيها شعبنا الفلسطيني رفضه للاحتلال ولمن يساير المحتلين، ولمن تنطلي عليه رغباتهم الكاذبة بالتوصل إلى سلام حقيقي.

الهبة الفلسطينية الجديدة، وإن بدت للبعض نتاج رد فعل على إجراءات الكيان المحتل في الأقصى، لكنها في حقيقتها جاءت كرد فعل على تجاهل الحقوق واستمرار حملات الاستيطان وتشرذم الصف الفلسطيني، والتنقل بين وسيط أمريكي وآخر أوربي من أجل تحقيق إنجاز وهمي يصب في النهاية في خانة تبييض صفحة الاحتلال الصهيوني وإظهاره كساع للسلام.

لقد أظهرت هبة شباب فلسطين للعالم بأسره وحشية العدو الصهيوني، واستمراره لا في تجاهل الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني فحسب، بل أظهرت عنصريته وحقده على كل منزل وكل شجرة، وكل حبة تراب فلسطينية، وأن الرد على هذا الحقد الصهيوني يتطلب استخدام جميع أشكال المقاومة، ومنها بطبيعة الحال المقاومة المسلحة واستهداف العدو الصهيوني بعمليات موجعة في بنيته العسكرية والقمعية.

من يتوقع تغييراً في نهج الدول الداعمة للكيان الصهيوني، ومن يبرر اللجوء إلى اتفاقات (ممسوخة) من أجل متر هنا ومكسب هناك بأنها استخدام للواقعية، يحصد اليوم من خلال وحشية العدو الصهيوني وعنصريته، اللتين لن تبدلا نتائج هذه (الواقعية).

المواطنون السوريون شركاء الشعب الفلسطيني في مأساته، ونضاله الوطني من أجل نيل حقوقه الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير على أرضه.. كانوا ومازالوا رغم ظروفهم الصعبة التي سببتها الأزمة وغزو الإرهابيين، الداعم الأكبر والأكثر مصداقية للنضال الوطني، الذي يخوضه شباب فلسطين من أجل نيل حقوقهم.

الرحمة لشهداء فلسطين، والمجد لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني، ولتتوحد جميع القوى الفلسطينية لإشعال الأرض الفلسطينية تحت أقدام الصهاينة!ة

 

العدد 1104 - 24/4/2024