ماضٍ مجيد.. وحاضر معقّد.. ومستقبل واعد إنها المسيرة الطويلة الشاقّة المعقّدة
نزيه الضاهر:
في هذا اليوم ٢٤/١٠/٢٠٢٤ نودّع مسيرة المئة عام من العمل الشاق، بكل ما فيها من نجاحات وإخفاقات متنوعة على مدى قرن كامل من الزمن.
أجل.. مئة عام في رفع رايات الخبز والسلم والحرية.. في وطن بحاجة إلى الحرية والعدالة الاجتماعية.. هكذا هم صانعو الحياة الذين سيستمرّون في حمل راياتهم الخفاقة.. إنهم شيوعيو سورية ولبنان الذين حفروا الدروب بأظفارهم الغضّة الطرية وعقولهم النيرة وقلوبهم العامرة بمحبة أوطانهم وجماهيرهم المسحوقة.. وغداً نشعل شمعة اليوم الأول بعد المئة عام لميلاد الحزب الشيوعي السوري المجيد.. الذي جرى تأسيسه على أيادي كبار المثقفين الوطنيين الشيوعيين في سورية ولبنان، الذين غرسوا سنديانتهم الحمراء في تراب هذا الوطن الجريح.. فألف تحية لكم أصحاب الأيادي البيضاء التي صنعت المعجزات في التصدي للمظالم الاجتماعية والإنسانية، لكم أيها الرفاق المؤسسون: (يوسف يزبك وفؤاد الشمالي وأرتين مادويان ونقولا الشاوي وناصر حدة وفوزي الزعيم …) وجميع الرفاق الذين غرسوا تلك الشجرة ورووها بدمائهم الزكية.. التي ما زالت تقاوم الرياح والأعاصير من كل حدب وصوب.. ومن كل مصاصي الدماء في هذا العالم المجنون.. عابرين كل الحواجز الطائفية والعشائرية والدينية والقومية الشوفينية وتوابعها.. وهذا سرّ بقائها خلال المئة عام المنصرمة تغذّ السير في نضالها وصراعها مع العدو الطبقي داخلياً وخارجياً ما دام الصراع موجوداً بين الظالمين والمظلومين في كل زمان ومكان.. رغم الجراح ورغم التضحيات.
فألف تحية لكم في عيدكم، أيها القابضون على الجمر والرماح، وإلى كل من عمل وتعاطف، وساعد وساهم في وضع لبنة في بناء هذا الصرح المجيد كائناً من كان.
وكلّ عام وأنتم جميعاً، يا من تتابعون الدرب المجيد، بألف خير!