قطاع الصحة خارج الدعم.. وفق الموازنة العامة!

السويداء- معين حمد العماطوري:

لم يعد أي طبيب يقبل إجراء عمل جراحي، سواء في مشفى الحكومة أو في القطاع الخاص دون أجور باهظة، إضافة إلى تكاليف المواد، خاصة بعد فقدان معظم الأدوية الهامة من المشافي، وبات الطبيب يأخذ الأدوية، خاصة بالأمراض المزمنة، ويقوم ببيعها للمريض في عيادته، وفي الحالات الإسعافية يكون باب ابتزاز على عينك يا تاجر.

فقد تقدم احد الاطباء بشكوى الى النور مفادها، اجراء عميلة قلب مفتوح في مشفى المواساة تكلفتها تتراوح بين ٥٠ الى ٦٠ مليون ليرة سورية، والطبيب يخرج من غرفة العمليات لا علاقة له بالمريض، غير مسؤول عن حياته الا داخل غرفة العمليات، وبعد خروجه منها بثواني يرفع عن نفسه المسؤولية، اما في مشفى الاسد الجامعي القسم الخاص تكلفة العملية بين ٩٠ الى ١٢٠ مليون ليرة سورية والفارق ان الطبيب الجراح يزور مريضه بعد العملية مدة ستة ايام ثلاث منها في العناية المشددة وثلاث خارجها، والزيارة مرة في اليوم اي بالجولة الصباحية فقط…

المفارقة:

الموازنة التي أعدّتها الحكومة لعام ٢٠٢٥ جاءت وفق ما نشرته وزارة المالية بعد انعقاد المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي الذي حدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للعام 2025 بـ 52600 مليار ليرة، موزعة على 37000 مليار للإنفاق الجاري و15600 مليار للإنفاق الاستثماري بنسبة نمو 48 بالمئة مقارنة بموازنة العام 2024.

واعتُمد مبلغ الدعم الاجتماعي بـ 8325 مليار ليرة موزعاً على: الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية 50 مليار ليرة، وصندوق دعم الإنتاج الزراعي 100 مليار ليرة مقارنة بـ 75 مليار عام 2024، ودعم الدقيق التمويني 3850 ملياراً والمشتقات النفطية 4000 مليار مقارنة بـ 2000 مليار عام 2024، ودعم الخميرة التموينية 125 ملياراً وصندوق التخفيف من آثار الجفاف 25 ملياراً مقارنة بـ 15 ملياراً عام 2024، إضافة إلى صندوق تمويل المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث 150 مليار ليرة مقارنة بـ 50 ملياراً عام 2024، والصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال بـ 25 مليار ليرة.

كما رُصِد مبلغ 2700 مليار ليرة لدعم الأدوية والمستلزمات المخبرية والطبية والأدوية السرطانية.

إذاً، الدعم وفق ما أقره المجلس الاعلى للتخطيط هو للأدوية ومستلزمات مخبرية وأدوية سرطانية.

وهذا مؤشر على أن القطاع الصحي بات خارج الدعم، وبالتالي فإن شبكة عنكبوت الفساد وخيوطها أخذت تمتد بكل الاتجاهات ضمن قطاع الصحة، فمن يحاسبها؟

 

الحساب في الآخرة!

السؤال: لماذا تعتبر الحكومة أن المشافي تقدم خدماتها مجاناً وبعض الأطباء الذين يتقاضون رواتب من المشافي لا يعملون سوى لثلاث ساعات كحد اقصى يومياً يقومون بابتزاز المواطنين بالمعاينة والدواء والعلاج.

والأهم يا سادة يا أصحاب القرار أن راتب ٣٠٠ ألف ليرة سورية لا يكفي لمازوت التدفئة!  كيف يمكن لمستلزمات الحياة أن تستمر؟! طبعاً نقول الحياة للطبقة العاملة ولا نقصد الشريحة النافذة.. وفهمكم كفاية!

العدد 1140 - 22/01/2025