المفاوضات الإيرانية الأمريكية تتقدّم: طهران تضغط للإفراج عن أموال مجمّدة
ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن إدارة جو بايدن استأنفت بهدوء محادثات مع إيران تهدف إلى (كبح) برنامجها النووي المتنامي، والفوز بإطلاق سراح سجناء أمريكيين.
ونقلت عن مسؤولين عراقيين قولهم إنه مع استئناف تلك المفاوضات، وافقت واشنطن على دفع الحكومة العراقية مبلغ 2.5 مليار يورو، كانت مجمّدة لدى بغداد بفعل العقوبات الأمريكية، على رغم أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن هذه الدفعة غير مرتبطة بالمحادثات.
وقال أشخاص مطّلعون على المحادثات للصحيفة، إنه بعد بدء مناقشات بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين بارزين في نيويورك في كانون الأول الماضي، سافر مسؤولون من البيت الأبيض إلى سلطنة عُمان ثلاث مرّات على الأقل لإجراء محادثات غير مباشرة، حيث مرّر العُمانيون رسائل بين الجانبين.
وتمثّل تلك المحاولة، بحسب الصحيفة، توجّهاً سياسياً دقيقاً من قِبل إدارة بايدن، يتم التركيز فيه على خفض التوتّر الذي تصاعد بشكل كبير، بعد أن وفّرت إيران لروسيا طائرات مسيّرة لاستخدامها في الحرب ضدّ أوكرانيا، ومضت في رفع مستويات تخصيب اليورانيوم، واحتجزت ناقلات نفط في مياه الخليج.
وتريد إيران، أيضاً كما تذكر الصحيفة، مقابل الإفراج عن السجناء والحدّ من التخصيب، الحصول على مليارات الدولارات من عائدات مبيعات النفط الإيرانية التي احتجزتها الولايات المتحدة في الخارج في إطار العقوبات. ويربط الإيرانيون بين الإفراج المحتمل عن سجناء، والحصول على سبعة مليارات دولار مجمدة في كوريا الجنوبية، والحصول على مليارات أخرى، كانت قد باعت العراق مقابلها نفطاً وغازاً.
وتشير (وول ستريت جورنال) إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتجنّب رفع المفاوضات مع إيران إلى رأس جدول أولوياتها مع اقتراب حملة الانتخابات الرئاسية، لأن أيّ اتفاق نووي قد يخضع لمراجعة في الكونغرس، حيث يعارض الجمهوريون وبعض الديموقراطيين بقوة اتفاقاً من هذا النوع.
ويقول مسؤولون أمريكيون للصحيفة إن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة لصنع قنبلتين، وإنها تستطيع تحويل هذا اليورانيوم إلى الاستخدام على مستوى السلاح، خلال أيام قليلة، مما يثير مخاوف مسؤولين غربيين من أن يؤدي ذلك إلى نشوب أزمة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول بارز في إدارة بايدن قوله إن (أعمالاً معيّنة من جانب إيران يمكن أن تقودنا إلى وضع خطير جدّاً. وإيران والعالم يعلمان ذلك. ولذا فإننا أوضحنا لهم أن عليهم أن يتجنّبوا الأعمال التصعيدية لمنع نشوب أزمة. وليس سرّاً أننا نحضّ إيران بالتزامن على اتّباع مسار يؤدّي إلى خفض التصعيد، بعد أشهر من التطوّرات السلبية).
وبحسب مطلعين، اجتمع المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، روبرت مالي، في نيويورك، بالمندوب الإيراني في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، مفتتحاً سلسلة من الاجتماعات التي استمرّت حتى نيسان الماضي. وفي شباط وآذار وأيار، قام مسؤولون عُمانيون بجولات مكوكية بين المستشار البارز لدى البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، وكبير المفاوضين النوويين في إيران، علي باقري كني. وكان مالي نفسه موجوداً في عُمان في شباط وآذار. كذلك، سافر ماكغورك إلى عُمان في نهاية أيار، قبيل سفر سلطان عُمان، هيثم بن طارق، إلى طهران للقاء المرشد الإيراني، آية الله علي خامنئي.
وتنقل الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن قطر تتوسّط أيضاً في المحادثات للإفراج عن السجناء الأمريكيين.
وأكد مسؤولون عراقيون للصحيفة أن الولايات المتحدة أصرّت لدى العراق، على أن تذهب الأموال المفرج عنها مباشرة إلى دول لها ديون على إيران، وأن تُدفع باليورو لهؤلاء، في إجراء يهدف لضمان عدم حصول إيران على الأموال وتحويل صرفها إلى وجهات سرية.
وتشمل الدفعات 886 مليون يورو لتسديد دين على إيران لتركمانستان، و80 مليون يورو لـ(بنك التنمية الإسلامي) – مقره الرياض – الذي تُعتبر طهران ثالث أكبر مساهم فيه، و120 مليون يورو أخرى للسعودية لدفع جزء من تكاليف الحجاج الإيرانيين، ومبالغ أخرى لتمويل واردات غذائية وطبية.
وفي حين يقول مسؤولو إدارة بايدن إن الإدارة ملتزمة بتطبيق العقوبات على طهران، فإن مبيعات النفط الإيرانية تستمرّ في النمو، وقد صدّرت إيران نحو 1.55 مليون برميل في اليوم خلال أيار الماضي. وقبل أيام، اجتمع باقري كني بمسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي تُعرف باسم دول (E3)، للمساعدة في التوصل إلى صفقة نووية.
(الأخبار)