الاجتماع الـ22 للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية _ هافانا كوبا (27_ 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2022)

كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد ألقاها الرفيق يوسف فرحة:

الرفيقات والرفاق الأعزاء ممثلو الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية..

الرفيقات والرفاق الأعزاء أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي..

من سورية نحمل إليكم تحيات رفاقكم جماهير وقواعد وقيادة حزبنا الشيوعي السوري الموحد وأمينه العام – متمنّين لهذا اللقاء الهام النجاح في إنجاز مهامه الموضوعة أمامنا .

نلتقي اليوم على أرض هافانا عاصمة جزيرة الحرية، لنعلن دعمنا وتضامننا مع كوبا قلعة الثورة الإشتراكية الصامدة بوجه أعتى قوى الإمبريالية العالمية، متحدّية كل التآمروالحصارالظالم المفروض عليها منذ أكثرمن ستين عاماً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. الثورة كما وصفها الرفيق فيديل كاسترو (هي النضال خلف أحلامنا لتحقيق العدالة لكوبا والعالم وهي الأساس الذي تقوم عليه وطنيتنا واشتراكيتنا وأمميتنا).

لقد دعمت كوبا جميع حركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، ولن ينسى الشعب السوري دعم كوبا المتواصل لسورية في مواجهة عدوان الكيان الإسرائيلي الصهيوني الغاصب لأرضنا المحتلة منذ عام 1967، والدعم الكبير أثناء حرب عام 1973 بإرسال مئات الأطباء الكوبيين الأبطال من كل الاختصاصات، الذين ساهموا بشرف وحرفية عالية في معالجة الجنود السوريين أثناء الحرب، ولن ننسى أفضالهم وتضحياتهم العظيمة.

الرفيقات والرفاق الأعزاء

تميز نضال الشيوعيين السوريين وما زال بالعمل لبقاء سورية على طريق التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وبناء الإشتراكية، وكانت قضية الشعب الفلسطيني وحقه بالعودة وتقرير مصيره على أرضه وإنهاء الاحتلال الصهيوني بوصلة المهام السياسية، مما جعل من سورية خط المواجهة الأول في مقاومة مخططات الإمبريالية الصهيونية – فرض سياسة الفوضى الخلاقة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف إلى زعزعة الاستقرار في منطقتنا لإبقاء إسرائيل ذراع الإمبريالية الأقوى وتصفية القضية الفلسطينية – وقد رفضت سورية الإملاءات الأمريكية، فكان عليها أن تدفع الثمن، إذ شنّت عليها القوى الاستعمارية في العالم حملة تآمرية واسعة ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 400 ألف مواطن من المدنيين والعسكريين – أكثر من مئتي ألف إرهابي من داعش والقاعدة وغيرها جاؤوا من 83 دولة – حاربوا ضد الجيش والشعب السوري حتى وصلوا إلى مشارف دمشق العاصمة السورية. وكان للدعم الروسي والدول الصديقة أكبر الأثر في صمود الشعب السوري الذي عانى من ويلات الحرب.

جرى تدمير معظم البنى التحتية من المشافي العامة والمصانع والمدارس ومصادر الطاقة والمياه، حتى بلغت الخسائر مايعادل أكثر من أربعمئة مليار دولار أميركي ماتحتاجه سورية لإعادة الإعمار التي يجري عرقلتها حتى الآن، إلى جانب الحصار الإقتصادي الجائر والعقوبات الظالمة المفروضة علينا بغية تجويع الشعب السوري الذي عانى ومازال، فارتفعت نسب الفقر والبطالة والهجرة الخارجية والنزوح الداخلي إلى مستويات كبيرة.

ولا تزال تركيا تحتل جزءاً هاماً من شمال غرب سورية وتدعم الجماعات الإرهابية هناك، ومايزال المحتل الأمريكي لشمال شرق سورية يقوم بسرقة النفط والقمح السوري وتهريبه إلى قواعده في كردستان العراق وتركيا.

 

في عالم يقف اليوم على حافة الهاوية بسبب السياسات النيوليبرالية للإمبريالية العالمية واستماتة الأمريكيين وحلفائهم للحفاظ على وحدانية القطب وفي ظل الأوضاع العالمية السائدة، وقفنا نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد الى جانب روسيا في عمليتها العسكرية ضد النازيين الجدد في أوكرانيا، وفي مواجهتها مع الإمبريالية الأمريكية وتهديدات حلف الناتو العدواني لأمنها ونشر أسلحة الدمار الشامل على حدودها – ومن أجل وضع حد لتفرد القطب الأميركي لفرض سياسته على العالم – ومن أجل بناء عالم متعدد الأقطاب يضمن الأمن والسلام العالمي ويتيح لدول العالم التنمية والاستقرار. إن الدعم غير المسبوق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو عسكرياً ومادياً لأوكرانيا يؤدي الى إطالة الصراع واستنفار الاتحاد الروسي للدفاع عن أمنه القومي.

أيتها الرفيقات أيها الرفاق..

منذ أيام أنجز الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره العشرين وأقر خطة عمل الحزب والدولة لمتابعة بناء الدولة الاشتراكية الحديثة من خلال تطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بما يلائم العصر الجديد، وبهذه المناسبة نتقدم من الرفاق الصينيين بالتهنئة القلبية متمنّين لهم المزيد من النجاح والازدهار.

الأحزاب الشيوعية والعمالية اليوم مطالبون بالاستجابة المناسبة لتحديات العصر، في ظل سياسات النيوليبرالية المتوحشة للإمبريالية العالمية، بدءاً من التغيرات المناخية وتفاقم الجوع والبطالة في العالم – ما هو مطلوب منا اليوم أكثر من أي وقت مضى – من أجل تقدم الحركة الشيوعية والعمالية العالمية في النضال ضد مآسي العصر واضطهاد الشعوب. ومطلوب منا الإجابة عن الأسئلة التي تطرحها الحياة كل يوم في ظل تنامي الحروب والصراعات في العالم –  ما هو جوهر الصراع الدائر في العالم اليوم؟ وما هي الآفاق التي يمكن أن يؤول اليها هذا الصراع الأخطر في التاريخ الحديث بعد الحرب العالمية الثانية – خاصة أن كل دول حلف الناتو والغرب الإمبريالي كشرت عن أنيابها وذهبت شعاراتها عن الديمقراطية والإنسانية هباءً – علينا أن نحدد مهامنا الأممية والوطنية الطبقية والسياسية في كل بلد وكل حزب، على أسس الماركسية اللينينية وحسب الخصائص التاريخية لكل بلد – إننا ندعو إلى توحيد جهود كل الأحزاب الشيوعية والعمالية وتطويرعملنا المشترك لما يخدم أهدافنا التي نعمل جميعاً من أجل تحقيقها.

الرفيقات والرفاق الأعزاء – بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس حزبنا الشيوعي السوري، نتشرف بدعوتكم لعقد الاجتماع العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية عام 2024 في العاصمة السورية دمشق، للتضامن مع شعبنا وحزبنا.

تحية للحزب الشيوعي الكوبي البطل.. تحية لنضال الأحزاب الشيوعية والعمالية من أجل مستقبل أفضل للبشرية.

 

  • ستنشر (النور) في عددها القادم تفاصيل هذا الاجتماع، والبيان الختامي.
العدد 1140 - 22/01/2025