غلاء الأدوية الزراعية.. زيادة بتكاليف الإنتاج وارهاق للفلاحين

السويداء- معين حمد العماطوري:

ترتبط زيادة أسعار الأدوية الزراعية، ارتباطاً طردياً، بارتفاع تكاليف الإنتاج وإرهاق المزارعين، الذين بات كثيرون منهم يفكرون بالهجرة والابتعاد عن الزراعة، بعد أن تيقّنوا أن عين الرقابة في عماء مطبق، وأنهم باتوا فريسة سهلة للتجار والسماسرة.

فقد أدّى التحليق المتسارع لأسعار الأدوية، في السوق المحلية، إلى عجز الفلاح مادياً عن تأمين مستلزمات الإنتاج، الأمر الذي سبّب ضعف إنتاج الاشجار المثمرة.

وقد أوضح عددٌ من المزارعين في قرى (مياماس والكفر وسهوة الخضر وقرى الشرقية)، لـ(النور)، أن ما يؤرق مزارعي الأشجار المثمرة خاصة التفاح، هو الارتفاع غير المسبوق لتكاليف الإنتاج، فالمواسم الزراعية وفي ظل هذا الواقع لم تعد تستردّ تكاليف إنتاجها، ولا تضمن الحد الأدنى من متطلبات العيش، فقد وصل سعر الكيلو الواحد من كبريت الذواب إلى ١٩٠٠٠ليرة، علماً أن سعره بالموسم الماضي كان لا يتجاوز تسعة آلاف ليرة، كما وصل سعر الليتر الواحد من مبيد ألفا سايبر الى ٥٨٥٠٠ ليرة، أما ظرف مانع التغذية فقد ارتفع من ٤٠٠٠ ليرة سعره الموسم الماضي إلى ٨٨٠٠ ليرة هذا الموسم، طبعاً هذا الظرف يكفي فقط لبرميلٍ واحد، وقفز سعر ظرف الزينيت من ٣٠٠٠ ليرة في العام الماضي، إلى ٦٥٠٠ ليرة حالياً، وهو يكفي لبرميل واحد، كما وصل سعر الليتر الواحد من مبيد دمكتين إلى ١٩ ألف ليرة.

ارتفاع تكاليف الإنتاج لا يقتصر على غلاء الأدوية الزراعية فحسب، بل زاد الطين بلة وصولُ كلفة ساعة الفِلاحة حول أشجار التفاح على الجرار إلى ٥٠ ألف ليرة، وساعة الفلاحة على العزاقة ٢٠ ألف ليرة، أما أجرة المِرشّ فوصلت إلى ١٠٠ ألف ليرة، بمعدل ١٠ آلاف ليرة للبرميل الواحد، فضلاً عن ارتفاع أجور التقليم، فقد وصلت أجرة ساعة التقليم إلى ٤ آلاف ليرة.

مديرية زراعة السويداء أوضحت: إن مراقبة أسعار الأدوية في السوق من مهمة حماية المستهلك، ودور مديرية الزراعة يقتصر على صلاحية الأدوية وعدم تهريبها فقط، وحين تصلهم شكوى يتم متابعها.

أما دائرة حماية المستهلك فبيّنت: لم يُنظَّم أي ضبط لتاريخه فيما يخص الأدوية الزراعية، دلالة أنه لم يردهم أية شكوى من قبل المزارعين.

ولكن المزارعين يطرحون أسئلة: إلى متى يبقى الفلاح رهين جشع التاجر في تأمين مستلزمات إنتاجه وفي تسويقه؟

أليس من ضرورة لضبط أسعار الأدوية وتحميل الجهات الرقابية مسؤولية ذلك؟

أم سيبقى مباحاً للتجار الاستيلاء على تعب الفلاح وتركه في فقر وعوز حتى يهاجر ويترك بلده ووطنه؟!

العدد 1140 - 22/01/2025