احتفال الأول من أيار في مخيم اليرموك
دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واتحادا لجان الوحدة العمالية الفلسطينية، ولجان حق العودة (إقليم سورية) لحضور الملتقى العمالي بتاريخ 6/5/2022 بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي، وقد متل الحزب الشيوعي السوري الموحد الرفيقة إنعام المصري عضوة المكتب السياسي للحزب، وألقت الكلمة التالية:
اسمحوا لي بداية أن أنقل إليكم تحيات رفاقكم في قيادة وقواعد الحزب الشيوعي السوري الموحد، وتحية خاصة من الرفيق نجم الدين الخريط الأمين العام للحزب.
أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق
يحتفل الملايين من العمال في العالم بمناسبة الأول من أيار، عيد العمال العالمي، باعتباره يوماً للنضال ضد الاستعمار والاضطهاد والقمع والبطالة، ومن أجل تأمين فرص العمل وتحسين حياة الكادحين والتعليم المجاني لأبنائهم وتأمين رواتب التقاعد والطبابة والحياة الكريمة وحرية الإضراب والتنظيم وتأسيس النقابات من أجل الدفاع عن حقوقهم وإصدار التشريعات والقوانين التي تحميهم ووضعها موضع التنفيذ.
وبها نستذكر المواجهة الغاشمة بالقتل والنار لمظاهرات عمال شيكاغو 1886 من قبل الرأسمالية الأمريكية المتوحشة لعمال ذنبهم هو المطالبة بيوم عمل ثماني ساعات، ونستعيد نداء أطلقه معلما الطبقة العاملة ماركس وإنجلز: (ياعمال العالم اتحدوا لمجابهة الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية التي أصبحت تقتسم العالم).
وإذا كان النضال العمالي والنقابي ونضال الشعوب قد لعب دوراً مهماً في الحد من السيطرة والهيمنة الاستعمارية خاصة بعد انتصار ثورة أكتوبر ثورة العمال والفلاحين 1917، ثم نشوء ثورات الطبقة العاملة التي كانت بالأساس ضد الاستعمار الرأسمالي البشع، فإنه لابد أيضاً ونحن نقف اليوم السادس من أيار يوم الشهداء الأحرار الذي دشنوا وهم على أعواد المشانق في بيروت وساحة المرجة بدمشق، بصلابتهم وتضحياتهم ودمائهم الذكية متحدين سلطة جمال باشا السفاح العثماني، ومعلنين باستشهادهم مشاعل نور للثورة العربية الكبرى التي انطلقت في الأول من تموز 1916 لتنتهي حقبة ليل أسود طويل لاحتلال عثماني دام ما ينوف عن أربعة قرون.
فالمجد والخلود لشهداء السادس من أيار!
ولكن العرب لم يحققوا تحررهم، فقد كان متربصاً بهم الاستعمار الأوربي مع نهايات الحرب العالمية الأولى الذي قسم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ واحتلال بين الدول الحليفة المنتصرة تنفيذاً لاتفاقية سايكس بيكو وإعلانهم عن الوعد المشؤوم لوزير خارجية بريطانيا بلفور، وقد استمرت جذوة الثورات والحروب والنضال على مدى 164 عاماً، أي منذ بدء الاحتلالات في مصر عام 1897حتى استقلال الجزائر 1962 إلا أنها لم تنسحب إلا وقد زرعت الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين الأبية المقاومة دائماً.. وهنا لابد من التأكيد أن وجود إسرائيل كان دائماً بدعم ومساندة الدول الإمبريالية الكبرى من ألمانيا إلى بريطانيا وانتقاله إلى أمريكا إبان الحرب العالمية الثانية بعد أن أصبحت القوة الضاربة الكبرى في الهمجية والعدوان على الشعوب باستخدامها السلاح الذري على هيروشيما ونكازاكي.
وبقيت متربصة والدول الاستعمارية من خلال ربيبتها إسرائيل تعمل على شق الصف العربي وكسب العملاء في كل مفصل فيه تقدم أو إنجاز لشعبنا وطبقتنا العاملة.


أيها الرفاق..
إن أحزابنا الشيوعية التي تعتز بنضالها وإرثها التاريخي قد خطت خطواتها الأولى وبدايات التأسيس منذ مطلع العشرينيات وخاضت نضالها على جبهتين:
1- جبهة النضال ضد الاستعمار والاحتلال وبطشه وإرهابه ونهبه لجماهير الشعب.
2- وعلى الجبهة الثانية إلى جانب الحركة العمالية الناشئة لتأسيس نقاباتها وحاربت السلطات المحلية والقوى الرجعية والإقطاعية المحابية للاستعمار.
ومن الجدير بالذكر أن أول احتفال علني للأول من أيار في الوطن العربي كان في فلسطين، وقد أصدر حزبنا في حينه الحزب الشيوعي السوري اللبناني نداء عاماً إلى العمال والفلاحين، تحدث فيه عن وحدة البلاد وطالب بتعديل قانون الانتخابات وإلغاء الضرائب عن صغار الكسبة وتطبيق التعليم المجاني وفصل الدين عن السياسة وغيرها من المطالب الثورية.
أيها الحضور الكريم..
تأتي هذه المناسبة الغالية اليوم ووطننا الحبيب بجيشه الباسل وبكل قواه السياسية والوطنية يواجه بقايا الاحتلال الأمريكي والتركي والصهيوني والغزو الإرهابي الذي أرادته الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني وشركاؤهم الأوربيون والخليجيون والعثمانيون الجدد والقوى العميلة وسيلة للإطاحة بالدولة السورية المعادية لمخططاتهم وفي طليعتها دعمها للمقاومة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه وديارته وتأكيدنا الدائم أن عدونا الاستراتيجي إسرائيل ومن يقف معها وخلفها ولن نضيع بوصلتنا.
وقد أنزلت هذه الحرب بشعبنا وعمالنا كوارث إنسانية واجتماعية واقتصادية كبيرة أدت إلى تدمير البنى التحتية وقوضت الكثير مما حققناه بعرق عمالنا وجهود كوادرنا وأطاحت بالكثير مما أنجزته اليد العاملة السورية خلال عقود وبمكتسبات ناضلت من أجلها طويلاً، وكان الأول من أيار عنوانها دائماً للاحتفال بتدشين الصروح والسدود والمنشآت.
لقد أثبت العمال خلال سنوات الحرب أنهم أصحاب عزيمة لا تلين وأنهم كلما اشتدت بهم الصعاب والتهديدات زاد معها إصرارهم على العمل والإنتاج، فكانت الطبقة العاملة مخرزاً في عين الإرهابيين المرتزقة واستمرت بإنتاج ما يعزز من صمود أبناء الشعب السوري في حربه على الإرهاب بما قدمه من تضحيات وشهداء وجهد كبير في سبيل إنتاج مقومات الحياة.
إن سنوات الحرب التي عشناها لن تزيدنا إلا إصراراً على العطاء والثبات على المبادئ لحماية الوطن والدفاع عن وحدته واستقلاله وسيادته.
خيارنا الوحيد هو الصمود والانتصار.
– عاش تضامن العمال والشعوب في مواجهة الحصار وسياسة العقوبات الاقتصادية الجائرة التي تمثل عدواناً صارخاً لحياة الشعوب الفقيرة.
وعاش تضامنهم من أجل عالم خال من الاستغلال والقهر والحروب، وينعم بالسلام والعدالة الاجتماعية وصولاً إلى الاشتراكية.
– تحية للحلفاء الشرفاء وهم يخوضون معاً المعركة المصيرية لإعلان التعددية القطبية، وخاصة السياسة الروسية وهي تفضح حقائق وترابط السياسات النازية بالصهيونية.
– تحية لعمال فلسطين والجولان وهم يواجهون سياسات القمع والتهجير من قبل سلطات الاحتلال.
– تحية لعمال سورية الصامدين وعمال الوطن العربي والعالم في عيدهم.
– تحية الإجلال والإكبار لأرواح شهداء الطبقة العاملة.
– عشتم وعاش نضالكم حتى النصر!
– عاش التلاحم النضالي للأحزاب الشيوعية والعمال.. معاً لدعم الاتحادات العمالية لتحقيق مصالح العمال!