قمح سورية للسوريين

قمح سورية ملكها وحدها، وجزء من ثروتها التي لايمكن التخلي عنها، تحت أي ظرف أو أي ضغط، ولايحق لأحد أياً كان انتماؤه، أن يمس مخزون القمح الاستراتيجي، الذي يعزز الأمن الغذائي الوطني، ويقدم لقمة الخبز للمواطن السوري. هذه قضية هي من الخطوط الحمر التي لاتقبل المساس والنقاش والجدل. أي أن قمح سورية للسوريين فقط. إذ تردد خلال الأيام القليلة الماضية أن قمح سورية الذي تسرقه المجموعات المسلحة من بعض الصوامع في المنطقتين الشمالية والشرقية، يباع في تركيا، وبسعر بخس جداً. هذا أمر مرفوض ومدان، فقمح سورية لها وحدها، خاصة في هذه الظروف التي يعاني فيها المواطنون الأمرين، شظف عيش، وغلاء هائلاً، وتدهوراً واضحاً في الدخول.

كل السوريين معنيون بهذه القضية الطارئة، سرقة القمح الذي جناه الفلاحون بكدهم وعرقهم، ودفعت أثمانه من أموال المواطنين، وخزن في الصوامع ليكون الملاذ الآمن لهم في أوقات الشدة. أما أن يأتي من يسرق هذه الثروة ويبددها، ويحرم أصحابها الحقيقيين من الحصول على حقهم فيها، فهذا لا يقبله عقل ولا منطق. فالقمح كان مصدر قوة للاقتصاد الوطني، وعنصراً من بين جملة عناصر تعزز مناعته،  والمحافظة عليه مسؤولية وطنية بامتياز.

العدد 1140 - 22/01/2025