يواجهون حوار السوريين بالإرهاب الأسود
مؤتمر الحوار الوطني أفضل رد على الإرهاب الموقف الأمريكي المناور يقوّي الإرهابيين
ميثاق وطني يصون التعدد ويحمي الديمقراطية إطلاق القدرات الاقتصادية من أجل تنمية شاملة ومتوازنة
لم يكن التفجير الإرهابي الأسود، الذي ضرب وسط دمشق يوم الخميس الماضي، والذي أدى إلى استشهاد عشرات المدنيين، وإصابة المئات، إلاّ دليلاً جديداً على الحقد الأعمى تجاه تفاؤل السوريين بتفكيك أزمتهم بأنفسهم.. عبر توافقهم، وتعبيراً لايحتاج إلى برهان عن الإحباط واليأس الذي أصاب أعداء الداخل والخارج، بعد أن فتحت المبادرة الرئاسية آفاق التسوية السلمية عبر الحوار الوطني الشامل.
إصرار جماهير الشعب السوري على وضع حد لتدخل الخارج.. وللنافخين في أبواقه في الداخل والخارج، وتوجههم إلى تفعيل المشاورات التمهيدية المؤدية إلى عقد الحوار الوطني الشامل، وظهور بعض المؤشرات الدولية، المتخوفة من خطر الإرهاب المنظم الذي تمارسه المجموعات التكفيرية في سورية، وامتداده إقليمياً ودولياً، ضيقا الخناق على منفذي الاجتياح الخارجي وأعوانهم الداخليين، فلم يجدوا سوى التصعيد الإرهابي المجرم وسيلة لإيقاف السعي السوري نحو الحل السياسي، ولكشف مواقفهم المعادية لسورية.. وشعبها.
وما كان لهذا الإرهاب المنظم أن يشتد، ويترك آثاره المدمرة على حياة المواطنين السوريين.. ومدنهم.. وقراهم.. ومنشآتهم الاقتصادية والحيوية، لولا الدعم المباشر.. والمتسلل عبر الحدود، من خزائن وترسانات التحالف الدولي المعادي لسورية وشعبها بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. هذا التحالف الذي رسم المخططات.. ووضع الوسائل والأدوات بأيدي كائنات صنّعها في الكهوف والمغاور، وأطلقها لتدمر كل ما هو مشرق.. وعلماني.. وتقدمي، ومعاد للهيمنة القطبية الواحدة، والصهيونية المتلطية خلف قامات بعض الحكام والمشايخ العرب، في خطوة تمهيدية لاحتواء الوطن العربي الكبير تحت العباءات السوداء المزينة بنجمة داود.
الأمريكيون يتشدقون بمكافحة الإرهاب، لكنهم رفضوا المسعى الروسي لإصدار بيان عن مجلس الأمن بإدانة التفجير الإرهابي في وسط دمشق، والأوربيون يتظاهرون بدعمهم للحلول السياسية لكنهم ماضون في تسليح المجموعات الإرهابية التي تزرع الموت في شوارع المدن السورية ، والشخصيات المعارضة في الخارج يضعون الشروط.. ويصعدون حقدهم على الحوار الوطني.
أما المواطنون السوريون فهم الذين تستهدفهم يومياً نيران العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقصف العشوائي والتهجير القسري، وعمليات الاغتيال والخطف والاعتقال، إضافة إلى معاناتهم من أجل تأمين لقمة عيشهم بعد العقوبات والحصار. هم الذين ما زالوا يدفعون الثمن الأغلى.. فدماؤهم تسيل.. ويحاصرهم الخوف والقلق بسبب شراسة التصعيد النوعي الذي يمارسه الخارج، ممثلاً بالإمبريالية الأمريكية وأزلامها الأوربيين والخليجيين والعثمانيين الجدد. وصنيعتها المتمثلة بقوى الإرهاب التكفيري. وهم أيضاً من سيمضون في وضع الحلول السياسية لحل أزمتهم.. عبر الحوار الوطني الشامل.
إننا لا نرى رداً أكثر واقعية وحكمة على التصعيد الإرهابي، من التصميم على ضرب بؤر المجموعات الإرهابية المسلحة.. وداعميها في الداخل، والتصدي لمسانديها في الخارج، بهدف حماية وطننا وشعبنا، والذهاب إلى تفكيك أزمتنا بأيدينا، عبر حوارنا الوطني المفتوح أمام جميع أطياف مجتمعنا السياسية والاجتماعية والدينية والإثنية، بهدف وضع ميثاق السوريين الواعد، الذي سيسقط جميع المخططات الخارجية، ويضع جماهير الشعب السوري على سكة التغيير السلمي، ويلبي طموحه إلى نظام سياسي تعددي، يضع الأساس لعقد مواطنة ديمقراطي جديد، ونهج اقتصادي يطلق القدرات الكامنة في قطاعاتنا المنتجة، ويستثمر مواردنا وطاقات شبابنا، ويوزع دخلنا الوطني على جميع الفئات الاجتماعية وفق مبدأ العدالة، ويكثف الجهود الحكومية والأهلية لتنمية اجتماعية حقيقية، تستهدف القضاء على الفقر والبطالة والتخلف.
المستقبل المشرق لسورية الديمقراطية المعادية للإمبريالية والصهيونية، ولأدواتهما الإرهابية المجرمة، والهزيمة النكراء لأعداء الوطن.