التهديدات الأمريكية لروسيا
طالب الحاخام الأكبر وزعيم اللوبي الصهيوني بنقل اجتماعات الدول الثماني من روسيا إلى كييف، تضامناً مع المعارضة الأوكرانية، وهذا دليل ساطع عن مدى الدور الذي لعبه اللوبي الصهيوني العالمي والموساد في دب الفوضى والذعر وعسكرة التظاهر والدعم العسكري للمتمردين في أوكرانيا، وخاصة كييف.. إنما فيما يتعلق بالعهر السياسي وتوجيه أمريكا تحذيرات إلى روسيا بفرض عقوبات اقتصادية عليها (للمهزلة وللوقاحة السياسية) جاء الرد مباشرة من بوتين والإدارة في موسكو أن من يريد فرض عقوبات على غيره سينكوي بها قبل الغير!
وهنا تكمن المهزلة.. فعلى أي أساس تهدد أمريكا بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا.. مع العلم أن روسيا بقرار صغير تتمكن من زعزعة النظام المالي الأمريكي. فأولاً، هددت روسيا بوقف التعامل التجاري بالدولار، وثانياً إن الديون الأمريكية لروسيا والصين تقدر بـ28% من الدين العام، وهو 25% للصين، و3% لروسيا، ويكفي أن تلوّح روسيا والصين بهذا الدين، وتعرض روسيا فقط سندات الدين الأمريكي في البيع، وهي تقدر بمليارات الدولارات، فسيؤدي ذلك إلى قلب النظام الاقتصادي والمالي الأمريكي رأساً على عقب. هذا ناهيك بأن روسيا أوّل المنتجين والمصدرين للغاز في العالم، وثاني دولة منتجة ومصدرة للنفط.. فلو قررت بيع الغاز الروسي إلى الصين ودول البريكس وقبضت أثمانه بعملة من عمل دول البريكس، فماذا سيحل بأمريكا والغرب ومعهم وليدتهم أوكرانيا؟ فعلى أي شيء يستند هذا المعتوه كيري بتهديداته؟
ثم أتوجه إلى بعض الأقلام والأصوات التي هللت وفرحت بسقوط أوكرانيا ومسّ المصالح الروسية، وهم من العربان والبعض ممن كانوا يدّعون بالماركسية والشيوعية: لماذا هذا الانشراح والطمأنينة، وكأنكم دخلتم وحررتم الأقصى، أو حققتم نصراً كاسحاً على إسرائيل أو على المصالح الغربية والأمريكية؟ لقد اعتبروا أن روسيا إمبريالية أخطر من الإمبريالية الأمريكية.. ومافيات وو…. ولكن مع كل هذا كانت روسيا ولاتزال وستبقى مع كل هذه التوصيفات الصديق الأكبر والوفي للشعوب العربية والسوري خاصة، ولنا معهم علاقات صداقة وأخوة منذ ثورة أكتوبر بقيادة لينين. وكانوا ولايزالوا يقدمون الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لكل الشعوب المناضلة والمتحررة والمستقلة وكل قوى التحرر والسلام في العالم، وشعبنا السوري خاصة نال القسط الأكبر ولايزال من هذا الدعم.
وللاطمئنان تذكروا أن روسيا لن تسمح ولا بأي شكل من الأشكال بمسّ السيادة الأوكرانية وتقسيمها وشرذمتها، مما يؤدي إلى نشوب حرب أهلية طاحنة تمتد إلى دول الجوار، وتطحن الأخضر واليابس، وهذا مايتغنى به الغرب وأمريكا ومعهم طبول العربان والخليجيين ومزاميرهم.