الشيوعي التشيكي: الغرب يريد تحويل سورية إلى ليبيا ثانية
اكد رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي فويتيخ فيليب أن سورية كانت قبل الأزمة الحالية أكثر ديمقراطية وتسامحاً من أي دولة مجاورة لها، مشدداً على أن الحرب قد فُرضت عليها من الخارج.
وأضاف في حديث أدلى به لموقع (أوراق برلمانية) الإلكتروني التشيكي: لقد زرت سورية في عام 2006 وشاهدت فيها نظاماً متسامحاً جداً، الأمر الذي ظهر أيضاً خلال الانتخابات الأخيرة في سورية، التي فاز فيها الرئيس بشار الأسد، على الرغم من الحملة الإعلامية ضده.
وتابع: لقد شاهدت في شارع واحد في دمشق جامعاً وكنيسة وكنيساً يهودياً، والناس فيها من أتباع هذه الديانات يعيشون بسلام معاً.. يتواصلون ويتاجرون.. ويتسلون.
وحذر من فرض نظام قيم مختلف على شعوب لها تاريخ مختلف وتاريخ عمره آلاف السنين، مشدداً على أن تصدير ما يسمى بالديمقراطية الأمريكية عالمياً قد ألحق الضرر بالبشرية.
وتوقع أن تسقط الإمبراطورية الامريكية كما سقطت الإمبراطورية الرومانية.
وفي مقالة له نشرها قبل ذلك بيوم في صحيفة (هالو نوفيني) قال فويتيخ فيليب: إن الأزمة في سورية قد اختلقتها اختلاقاً متعمداً أجهزة المخابرات الأمريكية.
وأضاف: أنه لهذا السبب تدعم الولايات المتحدة المسلحين الإسلاميين المتطرفين، وبالتالي تدعم فكرة الدولة الإسلامية، وقد ظهر ذلك في قرارين واضحين.
وأشار إلى أن الرئيس أوباما طلب من الكونغرس تخصيص نصف مليار دولار لمساعدة ما سماه (المعارضة السورية المعتدلة)، في حين يدعم لفظياً فقط القوى الحكومية العراقية، مع أنها من صنع أمريكي.
ونبه إلى أن الوسائل والأسلحة التي يريد أوباما تزويد المجموعات المسلحة في سورية بها ستنتهي بأيدي المتطرفين الإسلاميين في العراق، الذين سيسيطرون بها على حقول النفط ويحققون الكسب المالي منها، مؤكداً أن قوى ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق) تتصرف بشكل فاشي.
وأضاف: إن ما يعنيه تدخّل الولايات المتحدة في (الكفاح) من أجل القيم الأمريكية والديمقراطية والحرية، يمكن لكل شخص الآن التحقق منه حين النظر إلى وضع ليبيا المحطمة حيث لا تقود البلاد أي (حكومة ديمقراطية)، وإنما ميليشيات مسلحة تصفّي كل من لا يروق لها.
وأضاف: إن فرض الشريعة الإسلامية في بعض أجزاء ليبيا لا تهتم به حتى قناة الـ(سي إن إن)، لأن وسائل الإعلام التي تبيع نفسها لديها مواضيع أخرى مثل أوكرانيا وغزة التي قتل فيها أكثر من 1000 من الأبرياء الفلسطينيين، فيما يسمى الرد الانتقامي لإسرائيل.
وأشار إلى أن الغرب يريد تحويل سورية إلى ليبيا ثانية، منبهاً إلى أنه في حال انتصار المعارضة الإسلامية فإن الثروات الطبيعية لسورية ستتدفق إلى أمريكا، أما ما سيجري في سورية بعد ذلك، فلن يهتم به أي رئيس أمريكي، كما هو الأمر الآن في ليبيا والعراق، رغم أن ذلك يتعارض مع الميثاق الدولي للحقوق السياسية والمدنية.