غذاؤنا ليس بأيد أمينة فساد غذائي يهدد صحة أجيال بأكملها

بلغ الفساد في مجال الغذاء حداً ينذر بكوارث صحية هائلة: سلع ومنتجات مخصصة للاستهلاك البشري، يؤكد عدد من المصادر الرسمية، ومنها اتحاد الحرفيين، عدم صلاحيتها للإنسان، ويحذر من مدى خطورتها، وعواقبها الوخيمة. ولابد من السؤال هنا: من يضمن سلامة وصحة الغذاء الذي يتناوله السوريون حالياً؟ للأسف لاتوجد جهة محددة مخولة بمتابعة هذا الأمر، بل هناك جهات متعددة تتصدى لهذا الموضوع، منها وزارتا الصحة والتجارة الداخلية، ضمن اختصاص كل واحدة منهما، لكن الفساد المنتشر في السلع الغذائية لاسيما الأساسية منها يفوق التصور، ويهدد صحة أجيال بأكملها، دون رقيب أو حسيب، أو نتيجة التجاهل المقصود والترابط المتين بين قوى الفساد. يبحث عدد كبير من ذوي الدخل المحدود والفقراء والمهمشين، عن سلع رخيصة الثمن، لتلبية احتياجات أسرهم، من الطعام. ونتيجة لأوضاعهم المتردية مالياً، رضخوا لتجار المواد الغذائية ضمن شروط غير مقبولة، وراحوا يشترون احتياجاتهم من هؤلاء: سلعاً بلا مواصفات محددة، ولا تاريخ صلاحية، ولا مكونات معقولة، بهدف سد الجوع، وملء البطون الخاوية. إذ تنتشر في الأسواق سلع مختلفة، لا مصدر معروفاً لها، وأخرى مجهولة المصدر، أو بطاقة البيان الخاصة بها مزورة، أو أنها مخالفة صحياً، أو أنها لا تتضمن المواد الأولية ذات الفائدة، فضلاً عن وجود سلع أخرى لا تصلح للاستهلاك إطلاقاً.

هذا الواقع الغذائي المرير، لابد من مواجهته، وتنظيم حملات شاملة لسحب هذه السلع، ومتابعة الأسواق بشكل دائم، إضافة إلى محاسبة هؤلاء التجار الفاسدين، والقيام بحملات توعية للناس الذين لايدركون مخاطر هذه السلع والمنتجات. غذاؤنا ليس بأيد أمينة، وصحتنا مهددة، وما يزيد الطين بلة أننا نعلم هذا يقيناً، بينما كثيرون ساكتون عن الخطأ.

العدد 1140 - 22/01/2025