مهارات القراءة وطرق التواصل

قامت جمعية آفاق الروح للنساء المعاقات وأمهات الأطفال المعوقين التنموية، وبمنحة من منظمة (دروسوس) الدولية، بتنفيذ مشروع لتنمية ثماني رياض أطفال تابعة لوزارة التربية، وتمكين أربع جمعيات أو مراكز خاصة بالإعاقة وتشمل المنطقة الجغرافية لعملها خمس محافظات هي: دمشق، وريف دمشق، السويداء، طرطوس، اللاذقية.

بينت مديرة المشروع مي أبو غزالة الأهداف المرحلية للمشروع بأنها تنحصر في بناء قدرات العاملين برياض الأطفال ومراكز التدخل المبكر على مفهوم الدمج التعليمي لذوي الإعاقة في مرحلة الروضة، وتطوير رياض الأطفال للعمل بالمنهج الشمولي المبني على مراعاة الفروق الفردية واستثمار الموارد المحلية وتفعيل دور الأسرة، وخلق آلية تعاون بين برامج التأهيل الخاص بالإعاقة والروضة، وبناء فريق وطني من وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية والعمل، وهما الجهتان المسؤولتان عن الطفولة المبكرة والتأهيل، بهدف تأمين الاستمرارية في تطوير الرياض إلى رياض دامجة، وتعديل أبنيتها لتتناسب مع احتياجات جميع الأطفال بطريقة آمنة، مع تنفيذ برامج توعية مجتمعية وأسرية حول الإعاقة وتقبل الطفل المعوق بالمجتمع، خاصة بالروضة والمجتمع، وتطوير مهارات جمعيات في مناطق المشروع تعمل بالإعاقة، وعددها أربع، لنشر مفهوم الدمج بالرياض ودعم الطفل المعاق بالروضة أو المدرسة، والأهم من ذلك مشاركة الإعلام بمختلف أنواعه لتطوير قضايا الدمج والطفولة على أسس علمية.

وأشارت مديرة المشروع إلى أن ضمان استمرارية كل برنامج تنموي لا بد له من تشكيل فريق وطني، ومن خلال التدريب عملنا على تأسيس فريق وطني من وزارة التربية والشؤون الاجتماعية بالشراكة مع الجمعيات ذات الاختصاصات. ونقوم بوضع الخطط وبدائلها وكل ستة أشهر يجري تقييم لخططنا لتجاوز المعوقات.

وضمن أنشطة المشروع عقدت ورشة عمل في السويداء بالفندق السياحي، حول مهارات القراءة وطرق التواصل مع الأسرة والمجتمع، بحضور الفئة المستهدفة وهي روضة الأحلام من قرية مردك بالسويداء اعتمدتها وزارة التربية وهي روضة دامجة، وذلك بالتعاون مع جمعية الوفاء للمعوقين بالسويداء. وأكدت المدربات أن هذه الورشة لتمكين العاملين مع الأطفال بمهارات القراءة، وأثرها في بناء الخيال لدى الأطفال. وهي من ضمن خطة عمل المشروع القائمة على تطوير البيئة التعليمية وتنوع الطرق والمسائل ومراعاة الفروق الفردية بين الأطفال لحمايتهم، إيماناً بأهمية هذه المرحلة عند الأطفال في بناء شخصيتهم لاحقاً.

وأكدت المدربة ردينة حيدر أن ورشة العمل تأتي لتمكين المعلمات من قراءة القصص للأطفال بطريقة تفاعلية، بحيث تدمج بين خبرات الطفل البيئية وأحداث القصص، مع الاعتبار ضرورة العمل على تنشيط مشاركة جميع الأطفال بجميع اختلافاتهم وفروقهم الفردية وإمكاناتهم بتنمية التفكير الإبداعي عندهم وآليات المواجهة والتعامل مع مشاعر الألم والحزن والغضب، وأيضاً مقاومة ثقافة العنف ورفع الذائقة الفنية عند الطفل، سواء من خلال القصص والأنشطة المرافقة للقصص مثل الرسم والتلوين والحركة والتأمل، والتركيز على ربط الطفل بجذوره الثقافية، وشعوره أنه من العاملين بحقل الثقافة، حتى لا يكون مجرد مستهلك للثقافات القادمة، وإنما له دور الناقد والمحلل لتلك الثقافات، والعمل بشكل مركز على الحكايات الشعبية مثل حكاية /الجدة/، والعودة إلى التراث وإعادة تبسيطه للأطفال وتقديمه بقالب جذاب لهم يحترم إمكاناتهم وقدراتهم العقلية والفروقات، ولابد من وجود خبرات للتوعية الاجتماعية ومهارات التواصل وتنمية الثقة عند الطفل، حتى تأتي بشكل انسيابي مع الطريقة التفاعلية، في حال حققت له المتعة والقدرة على استقطابه.

إن السؤال: هل تجربة دمج أطفال الإعاقة في الصفوف، وبين الطلاب أثبتت نحاجها؟ هناك حالات وأحداث تجري في مدارس الدمج تسبب قلقاً عند أهالي الطلاب، وكثير من المدرسين يجدون صعوبة في إتمام درسهم.

لماذا لا يخصص لهم مدارس خاصة بهم ومعلمون مختصون بحالاتهم..كي يكونوا أكثر فعالية في صفوف التنمية، مع برامج تربوية مميزة ذات طابع إعلامي أكثر انتشاراً ليتم التواصل بطريقة تحقق الفائدة لهم حصراً ودمجهم في تنمية المجتمع.

العدد 1140 - 22/01/2025