تقرير المكتب السياسي في اجتماع اللجنة المركزية: الدفاع عن الوطن في مواجهة العدوان والإرهاب
تقرير المكتب السياسي في اجتماع اللجنة المركزية:
الدفاع عن الوطن في مواجهة العدوان والإرهاب
وحدة سورية أرضا وشعباً
متابعة عمليات المصالحة وإشراك الجميع
في حوار سوري سوري لإيقاف نزيف الدم
والتوافق على المستقبل السوري
الاستمرار في دعم الفئات الفقيرة والمتوسطة وتخفيف الأعباء المعيشية عنها
قدم الرفيق نجم خريط، عضو المكتب السياسي للحزب تقريراً حول آخر التطورات، نوقش وأقر، وهذا نصه:
أيها الرفاق..
استمرت قيادة الحزب في الفترة الممتدة بين اجتماعي اللجنة المركزية بالتمركز على المهمات الرئيسية والأولويات التي أقرها المؤتمر الثاني عشر لحزبنا، الذي سنحتفل بعد أيام بمرور عام على انعقاده، ويأتي في طليعتها مواجهة الإرهاب والدفاع عن الوطن والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً، إضافة إلى المهام الأخرى المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والدفاع عن مصالح جماهير الشعب، وخاصة الجماهير الفقيرة.
وسبق للمكتب السياسي إصدار بلاغات وبعض الرسائل حول أهم المسائل السياسية والاجتماعية خلال الفترة المذكورة، وضّح فيها مواقف الحزب حول هذه المسائل، ونستعرض في تقريرنا هذا، بعض الأوضاع الطارئة في المجرى العام للأزمة السورية التي تحولت بعد غزو الإرهاب إلى معضلة تمارس تأثيرها لا على الوضع الإقليمي فحسب، بل على الصعيد العالمي أيضاً.
أيها الرفاق..
لقد تميزت الفترة الممتدة بين اجتماعي اللجنة المركزية، باشتداد المواجهة بين الجيش السوري الباسل، بمساندة جوية ولوجستية روسية فاعلة ومؤثرة، والمنظمات الإرهابية بمختلف تسمياتها وتصنيفاتها، وأسفرت هذه المواجهة عن تقدم الجيش السوري في العديد من المناطق المؤثرة، وتراجع الإرهابيين بعد أن تكبدوا خسائر فادحة، فتحرير تدمر، وضرب جيوب الإرهابيين في حمص، والتقدم الكبير في حلب وريفها، واستعادة العديد من المناطق في جنوب البلاد وريف دمشق، إضافة إلى سيطرة قوات (سورية الديمقراطية) التي تتشكل غالبيتها من بعض الفصائل الكردية على (منبج)، أدى إلى تغيير في ميزان القوى في الميدان لصالح الجيش العربي السوري وحلفائه، مما أدى إلى استشراس المجموعات الإرهابية، ولجوئها إلى زرع العبوات الناسفة، وإطلاق القذائف والصواريخ التي أدت إلى استشهاد مئات المواطنين الأبرياء في كل من الحسكة وحمص وطرطوس وحلب ودمشق ودير الزور، كذلك فإن خسارة الإرهابيين للعديد من مواقعهم، دفع بعضهم إلى تجاوز خلافاتهم واللجوء إلى تجميع قواهم، وهذا ما ظهر بشكل واضح بعد (مسرحية) تغيير اسم جبهة النصرة، وفك ارتباطها بالقاعدة، إذ تسابقت المنظمات الإرهابية (المعتدلة) حسب التصنيف الأمريكي إلى إعلان تحالفها وتشابكها مع النصرة، خاصة بعد أن رفض الأمريكيون اعتبارها منظمة إرهابية، وذلك بهدف استخدامها عند فشل الجهود السلمية، كقوة ضاربة رئيسية في مواجهة الجيش السوري.
أيها الرفاق..
لقد جاء الاجتياح التركي للأراضي السورية بذريعة مواجهة داعش وحماية الأمن الداخلي ليضيف خطراً جديداً في سياق تقسيم سورية. لقد شجب حزبنا هذا الاجتياح التركي، الذي نفذ بموافقة الولايات المتحدة ومساعدتها، عبر الاعتماد في ذلك على الجيش التركي والمليشيات المدعومة أمريكياً، وانسحب الدواعش من جرابلس بحركة مسرحية مكشوفة، وتراجعت قوات (سورية الديمقراطية) بعد تهديد أمريكي بوقف مساعدتها ودعمها السياسي لها، وظهر جلياً أن المسعى التركي يصب في إحياء مشروع المنطقة (الآمنة) الذي رفضته الولايات المتحدة سابقاً. وبهدف أن يكون لتركيا حصة على الأرض السورية وبالتالي يكون لها حصة في أي تسوية سياسية. لقد أظهر العدوان التركي، والدعم الأمريكي في تنفيذه، خطورة اعتماد قوات (سورية الديمقراطية) على الوعود الأمريكية، والثقة بالسلوك السياسي الأمريكي المناور.
إن تحقيق مصالح المواطنين الأكراد، تقتضي محاربة الإرهاب، والحفاظ على وحدة سورية بجميع مكوناتها الاجتماعية والإثنية، ورفض تقسيمها، وحصول جميع المواطنين السوريين، ومنهم الأكراد على الحقوق السياسية، وحقوق المواطنة ضمن سورية الواحدة والموحدة، سورية الديمقراطية..العلمانية المدنية المتطورة.
كذلك تميزت هذه الفترة بفاعلية التحرك السياسي الروسي في إطار التسوية السياسية للأزمة السورية، فتعددت الاقتراحات الروسية التي وضعت أمام الأمريكيين، وساعد حليفَنا الروسي في طرح مبادراته بقوة، تقدّمُ الجيش السوري في معركة حلب وريفها، إذ رأى الجانب الأمريكي وحلفاؤه الأوربيون والخليجيون أن حسم معركة حلب لصالح الجيش السوري يعني بجميع المقاييس بداية الخروج من نفق الأزمة السورية، وفشل مخططاتهم في تصعيدها، فتجاوب الطرف الأمريكي في البداية مع المبادرة الروسية التي تضمنت هدنة لمدة 48 ساعة في عيد الأضحى، ومُدِّدت هذه الهدنة التي استغلتها أمريكا وحلفاؤها في تقديم المساعدات والدعم المتعدد الأشكال للإرهابيين، مما جعل الحلفاء الروس أكثر تشدداً في ردهم على المطالبة الأمريكية بتجديد الهدنة فيما بعد.
حول الاتفاق الروسي الامريكي المتعلق بالأزمة السورية
بعد اجتماع دام 14 ساعة توصل الوزيران لافروف وكيري إلى اتفاق حول المسألة السورية، ويتضمن هذا الاتفاق خمس وثائق لم تُنشَر حتى الآن. وطالب الوزيران بوقف الأعمال القتالية لمدة 48 ساعة تبدأ فجر يوم الاثنين 12/9 تُمدّد مرة أخرى، وفي حال استمرار التهدئة لمدة أسبوع سيقوم الطرفان ببدء مكافحة المنظمات الإرهابية بجهد مشترك. كما تضمن الاتفاق الطلب من الأطراف السورية العودة إلى الحوار حول إنهاء الأزمة السورية.
ردود الأفعال حول هذا الاتفاق كانت بشكل عام إيجابية، فالأمم المتحدة وألمانيا وبريطانيا والنرويج وتركيا والعديد من الدول الأوربية رحبت بالاتفاق، وأعلن لافروف أن الحكومة السورية موافقة أيضاً.
هذا الاتفاق يُعد أرضية قانونية- خاصة إذا تبنته الأمم المتحدة – لوقف تشجيع تدفق الإرهابيين إلى سورية، ووقف المساعدات المالية واللوجستية لهم، ويلزم الولايات المتحدة بتقديم لائحة تتضمن أسماء المنظمات المعارضة (المعتدلة) التي يتوجب عليها فك ارتباطها بداعش والنصرة، والعمل المشترك مع روسيا لضرب المناطق التي تسيطر عليها داعش و النصرة، والضغط على (معارضتها) للعودة إلى الحوار مع الحكومة السورية في جنيف أو أي مكان آخر حسب ما تقرره الأمم المتحدة وممثلها ديمستورا، وإنشاء مركز تنسيق مشترك لمراقبة سير التهدئة والتزام الأطراف بوقف الأعمال القتالية.
استنتاجات حول الاتفاق
كنا نحذر دائماً من خطورة السياسات الأمريكية المناورة، وكتبنا في (النور) إن الأمريكيين لا يتمتعون بالمصداقية وهم يسعون من خلال دعم إرهابييهم (المعتدلين) إلى إطالة أمد الأزمة السورية بهدف استنزاف القدرات السورية عسكرياً واقتصادياً، وطالبنا بالحذر الدائم من إبداء الثقة بهذه السياسات والمواقف الأمريكية.. ونحن نعتقد أن موافقة الأمريكيين على الاتفاق جاءت لأسباب أخرى لا علاقة لها بالحلول السلمية للأزمة، بل لأسباب تتعلق بالانتخابات الأمريكية القادمة، إذ إن مواجهة (عنترية) ترامب (الجمهوري)- حسب وجهة نظر الديمقراطيين – تتطلب هجوماً سلمياً ديمقراطياً، خاصة في المسألة السورية. كذلك هدفت أمريكا من وراء موافقتها على الاتفاق إلى استغلال الهدنة لإعادة تسليح حلفائها (المعتدلين) بعد تراجعهم أمام الجيش السوري. وقد أبدت قيادات عسكرية وسياسية أمريكية معارضتها للاتفاق، ومنها وزارة الدفاع، لكن كيري أعلن موافقة أوباما، وهذا يعني تخبط الموقف الأمريكي، ومخرجاً محتملاً للتنصل من الاتفاق مستقبلاً.
جاء الاتفاق ليؤكد الدور الروسي المتزايد في المنطقة، خاصة بعد مساهمة القوات الجوية الروسية في مكافحة المجموعات الإرهابية بالتعاون مع سلاح الجو العربي السوري، والتي أدت إلى مكافحة فعالة للمجموعات الإرهابية المتمثلة بتنظيم داعش وجبهة النصرة.
ولكن الأمريكان وكالعادة تنصلوا من الاتفاق ومن القيام بما تعهدوا به، وعلى رأسه فصل (المعتدلين) عن النصرة، فقاموا بعدوانهم السافر على سورية وجيشها الوطني في دير الزور والذي أدى إلى ارتقاء 62 شهيداً وجرح نحو 100 من عناصر الجيش، ليضع هذا الاتفاق كما قال مندوب روسيا في مجلس الأمن في وضع (علامة استفهام كبيرة).
فهذا العدوان لم يكن قصفاً جوياً لمواقع قواتنا المسلحة فقط، بل كان غطاءً جوياً لإرهابيي داعش الذين أتبعوا الغارة الجوية الأمريكية بهجوم على الموقع العسكري السوري الذي قُصف واحتلاله، إلا أن الجيش السوري استعاد هذا الموقع بعد ساعات إثر هجوم مضاد موقعاً في صفوف الإرهابيين خسائر فادحة، وقد أصدر حزبنا تصريحاً رسمياً يدين فيه هذا العدوان، نشر في صحيفة (النور).
إن التبريرات التي قدمها الأمريكيون بعد عدوانهم، لا يقبلها أي منطق، وادعاءاتهم بأن هذا العدوان حصل نتيجة أخطاء في تحديد مواقع الإرهابيين والقوات السورية، فنّده وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمته أمام الجمعية العامة منذ أيام، إذ أكد أن هذا الاعتداء على الأراضي السورية، ومواقع الجيش السوري جاء مقصوداً لدعم إرهابيي داعش.
هكذا أيها الرفاق تمارس الإمبريالية الأمريكية سياستها في الأزمة السورية.. وهذا ما حذرنا منه، ونبهنا إلى خطورته، فهي لا تتمتع بأي مصداقية تتيح لها أن تمارس جهداً سلمياً في الأزمة السورية، بل على العكس تماماً، تسعى دائماً إلى عرقلة هذه الجهود بهدف إطالة الأزمة… واستنزاف سورية.
وقد اجتمع الوزيران لافروف وكيري عدة مرات في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث تنفيذ الاتفاق وتمديد الهدنة، لكن تعنّت الأمريكيين منع أي تقدم في هذا المسعى، كذلك عقد اجتماعان للدول الداعمة للعملية السلمية في سورية، لكن الخليجيين والأمريكيين أفشلوا أي تحرك ايجابي لدعم الاتفاق، بل عملوا على عرقلة التوصل إلى أي تفاهم حول العملية السلمية.
الأمريكيون يتنصّلون من الاتفاق.. ويطلقون التهديدات..
مثلما توقع الكثيرون، وحزبنا منهم، تنصلت الولايات المتحدة من اتفاقها مع روسيا حول سورية، وظهر السلوك الأمريكي المخادع أكثر انحطاطاً بعدما أشيع عن تباين وجهات نظر العسكريين مع أوباما والخارجية، إذ لجأت الإدارة الأمريكية بعد ذلك إلى التسويف والمماطلة في نشر نصوص الاتفاق، ثم التنصل منه، بعد أن تقدم الجيش السوري في مدينة حلب، واستعاد العديد من المناطق في الأحياء الشرقية والشمالية، وأخيراً بدأت إطلاق التهديدات بتصعيد الأزمة السورية. ونشرت صحف بريطانية سيناريوهات العدوان الأمريكي المتوقع على سورية بشن هجوم جوي كبير.
كما نشرت بعض الصحف الأمريكية البارزة سيناريوهات هذا التصعيد المتمثلة بضخ السلاح إلى المنظمات الإرهابية (المعتدلة) التي تدافع أمريكا عن اعتدالها، رغم إعلان هذه المنظمات ارتباطها الوثيق بجبهة النصرة، ودعوة الدول الخليجية وتركيا إلى تنسيق حملات المساندة العسكرية واللوجستية لها، والضغط على الجانب الروسي لإجبار القوات السورية على وقف العمليات العسكرية في حلب.. وطبعاً تحت ذريعة المساعدات الإنسانية، كي يتسنى للإدارة الأمريكية وحلفائها تنظيم عمليات إعادة تسليح الإرهابيين كما حصل في أكثر من (هدنة) سابقاً!
وجاء الرد الروسي على تنصل الأمريكيين من الاتفاق حاسماً، إذ رفضت روسيا أي هدنة وحيدة الجانب كما حصل في مرات سابقة في مدينة حلب، وطالبت الأمريكيين بتنفيذ تعهداتهم بفصل المعارضة (المعتدلة) عن جبهة النصرة، كما رفضت التهديد الأمريكي بالتصعيد، ولجأت إلى خطوة استباقية بتدعيم وجودها الجوي بطائرات جديدة وبمنظومات صواريخ اس 300 ونشر أنظمة مضادة للصواريخ داخل الأراضي السورية للرد على أي هجوم أمريكي، ومواجهة أي اعتداء محتمل على سورية.، وحذرت الولايات المتحدة من تدخلها العسكري في سورية، فعواقبه ستكون بمثابة (زلزال يضرب المنطقة بأسرها).
وهكذا أُسقط قناع آخر عن وجه الإدارة الأمريكية، أما من انخدع بسياساتهم (السلمية)، ودفاعهم المزعوم عن حقوق الإنسان ومحاربتهم للإرهاب، فوجد نفسه في زاوية ضيقة، فهم اليوم دعاة الحرب والتصعيد أكثر من أي وقت مضى، وتبين للقاصي والداني أن موافقاتهم الشكلية، ثم تراجعاتهم عن أي مقترح سلمي جدي لتسوية الأزمة السورية، ما هو إلا تسويف ومماطلة بهدف (تمرير) الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد توقعات الكثيرين بأن ملف سورية في عهد الرئيس الأمريكي القادم ستتعهده أيدي الصقور، الداعين إلى محاربة الدولة السورية وجيشها، والمضي في تقسيمها وفق مخططات وضعوها منذ سنوات، وتحييد الحليف الروسي بخلق عقبات سياسية واقتصادية تبعده عن الأزمة السورية.
وبالطبع لا يجوز اعتبار التهديد الأمريكي على أنه فقط رد فعل سياسي.. ودبلوماسي على تقدم الجيش السوري في حلب وفي مناطق أخرى، بل من الضروري التعامل معه بجدية وحذر، واستعداد، فتاريخ الولايات المتحدة مليء بالأمثلة عن تدخلاتها العسكرية في شؤون الدول الأخرى، وبخاصة أن للأمريكيين شركاء وحلفاء وإرهابيين (معتدلين) يطالبونها بالتدخل العسكري!
الولايات المتحدة، وفي خطوة تصعيدية أخرى، قررت منذ أيام وقف الاتصالات الخاصة بسورية مع الجانب الروسي، وجاء هذا القرار غريباً بعد تصريحات أمريكية باستمرار الاتصالات، وبأن الاتفاق لم يلغَ نهائياً !! وبالطبع لم نفاجأ بهذا التصعيد، فنوايا الأمريكيين منذ أن رفضوا تنفيذ ما يخصهم من الاتفاق مع روسيا، أصبحت واضحة للجميع.
لقد تجاوبت الحكومة السورية خلال هذه الفترة مع الجهود الدولية السلمية، وكان ردها إيجابياً على الاتفاق الروسي الأمريكي، وأبدت ثقتها بالحليف الروسي، وجاءت كلمة السيد وزير الخارجية وليد المعلم في اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، لتؤكد الموقف السوري المؤيد للجهود السلمية على قاعدة مكافحة الإرهاب، ورفض تقسيم سورية، والتنسيق مع الحكومة السورية في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وأبدى جاهزية الحكومة السورية لاستئناف الحوار السوري السوري دون تدخل خارجي.. ودون شروط مسبقة.
لقد مضى عام على بدء المساعدة الروسية لبلادنا بناء على طلب القيادة السورية، لمكافحة الإرهاب، وكانت لهذه المساعدة.. والدعم العسكري والاقتصادي، وخاصة الدعم الجوي، أثر كبير في صمود جيشنا، وإحرازه تقدماً كبيراً ومؤثراً في دحر الإرهابيين من مناطق عديدة وهامة استراتيجياً، كذلك لعبت القوات الجوية الروسية الدور الأبرز في تحرير تدمر..
ولم تقتصر المساعدة الروسية على الجانب العسكري، بل تنوعت لتشمل الجانب الاقتصادي، والمساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب ضد الإرهاب، أما الدعم السياسي، فجميعنا نعلم كيف وقفت روسيا.. وما تزال مدافعة عن سورية في مواجهتها للإرهابيين، وفي السعي من أجل حل سلمي للأزمة السورية، ونذكر هنا ما قاله فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، منذ أيام بأنه لولا المساعدة الروسية لسورية، لكانت أعلام الإرهابيين السوداء ترفرف في سماء دمشق. لذلك علينا إيها الرفاق الانتباه للحملات المغرضة الساعية إلى التشكيك بالحليف الروسي، بهدف دق إسفين في العلاقة بين الحليفين، وتصوير الموقف الروسي على أنه تدخل في الشؤون السورية كباقي المتدخلين لصالح الإرهابيين.
أيها الرفاق..
إن أشد ما يؤلم السوريين اليوم هو استمرار نزيف الدم وتهديم الأحياء والمنشآت الحيوية، لذلك رأوا في التسوية السياسية للأزمة السورية طريقاً آمناً ووحيداً للحفاظ على الإنسان والحجر والشجر، لكن إرادة الإرهاب والتحالف الدولي الذي يدعمه ويسانده بزعامة الإمبريالية الأمريكية وآل سعود كان لهم رأي آخر.
إن الاستعداد لمجابهة التهديدات الأمريكية ضد سورية يتطلب إضافة إلى الحذر واليقظة ورفع جاهزية قواتنا المسلحة، العمل الجديّ والملموس لتدعيم جبهتنا الداخلية أيضاً، وهذا يعني، حسب اعتقادنا، وكما طالبنا مرات ومرات، الاستمرار في عمليات المصالحة الوطنية، كما حدث في داريا.. والمعضمية.. وقدسيا.. وحمص، وخلق مناخ الثقة والتسامح والانفتاح، وإطلاق سراح الموقوفين ممن لم يحملوا السلاح، ودعوة جميع المكونات السياسية والاجتماعية والإثنية إلى حوار سوري – سوري لإيقاف نزيف الدم، والتوافق على المستقبل السوري، كما يتطلب على الصعيد الاجتماعي الاستمرار في دعم فئات الشعب الفقيرة والمتوسطة، وأن يتركز الجهد الحكومي على تخفيف الأعباء المعيشية التي تعانيها هذه الفئات، والعمل على التدخل الإيجابي في الأسواق للجم المحتكرين والمتحكمين فيها.
إن بلادنا تواجه اليوم جملة من التحديات الكبيرة، وأخطرها التهديدات الأمريكية، والإرهاب الوحشي. وهذا يؤكد مرة أخرى المهام الوطنية: السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أقرها المؤتمر الثاني عشر للحزب، وأهمها بل وعلى رأسها:
* الدفاع عن الوطن في مجابهة العدوان الإمبريالي الصهيوني العثماني الرجعي من جهة، وصد الهجوم الذي تشنه عليه المجموعات الإرهابية الفاشية المسلحة من جهة أخرى.
* الحفاظ على وحدة الوطن أرضاً وشعباً في مواجهة مخاطر التقسيم، وضد جميع محاولات التفرقة على أسس طائفية أو عرقية.
* الصمود والتصدي لجميع محاولات إضعاف الروح المعنوية لأبناء الشعب السوري من خلال الدعايات المغرضة، أو التشكيك بمواقف الأصدقاء والحلفاء.
وإننا إذ نطرح هذه المهام وغيرها أمام الحزب ولجنته المركزية فإننا نعتبرها أساساً لوضع برامج عملية ملموسة في كل منظمة من منظمات حزبنا حسب واقعها وظروف عملها.