الهجرة… من ظاهرة طبيعية الى جريمة منظمة
لم تكن الهجرة حديثة العهد يوماً، فهي موجودة منذ الوجود البشري عندما كان يهاجر من مكان الى آخر بحثاً عن الماء والطعام، وتطورت مع تطور البشرية لتغدو بحثاً عن حياة أفضل، تعليم، مال، حرية، أمان… إلخ. تعددت أسباب الهجرة وتنوعت طرقها، لتظهر أيضاً الهجرة غير الشرعية وتصدر القوانين التي تحمي المهاجرين غير الشرعيين من الاستغلال بكافة أشكاله، وكذلك القوانين التي تحد من هذه الهجرة وتعاقب سماسرة الهجرة، وتطالب الدول باتخاذ كافة السبل لحماية حدودها، ومحاسبة المجرمين الذين يستغلون طالبي الهجرة، ويسمسرون على أموالهم وأرواحهم.. وأكثر ما تظهر الهجرة وتبدو جليّة في أوقات الحروب والكوارث، وتظهر في سورية اليوم تظهر بشكل مخيف، فهي لم تعد مجرّد طلبات لجوء أو حماية إنما تعدّت إلى لعب بالقوانين واستفادة من ظروف الحرب بما تحمله من فوضى تعم البلاد وتؤثر بقوة على الناس، وبوجه الخصوص الشباب، والعائلات التي تعنى بأطفال صغار تخاف على مستقبلهم وتبحث عن حماية وأمان بأي شكل كان، ولو اضطرها الأمر أن تبيع كل ما تملك وتبدأ من الصفر..
وما يحدث للسوريين على حدود دول العالم يظهر حجم هذه الكارثة، فمنهم من يموت غرقاً، ومنهم من يُنصب عليه بكل ما يملك، ومنهم من يسجن ويعامل معاملة سيئة في معظم الدول ومنها الدول العربية التي أحاطت السوريين برعاية لم يحظ بها أي عدو.. ما يعنينا شبابنا وأبناء وطننا الذي نخسرهم ويخسرون أنفسهم، فإن كان البديل جيداً فهذا حظ طيب، أما البديل الذي ينتظرهم فهو رهن بمجهول وبسماسرة لا يهمهم سوى الكسب غير المشروع وغير الإنساني، فهل ستتحرك الحكومات لتحمي الراغبين بالهجرة من المجرمين والمافيات؟!
وهل ستتحرك الأمم المتحدة لتساعدهم في الوصول إلى برّ الأمان؟
هذا رهن ببروتوكولات وقوانين لم تنفّذ، وتشريعات لم تُسنّ بعد.