الإرهابيون يرتكبون مجازر في تدمر.. الروس والأمريكيون اتفقوا على جنيف 3.. هل أدرك العالم خطر الغزو الإرهابي لسورية؟!
بعد دخول الإرهابيين إلى تدمر والرمادي، بدأت أصوات الغرب تنبّه إلى خطورة تمدمد الإرهاب في سورية والعراق! وأبدى مجلس الأمن الدولي قلقه على مصير آلاف السكان في تدمر، وقال في بيان رئاسي أعدته فرنسا إن ممارسات تنظيم داعش المعهودة من خطف النساء والأطفال تدعو إلى القلق!
لكن ماذا عن مجازر الإرهاب التكفيري قبل تدمر؟ ماذا عن مخاطر تشظّيه إقليمياً وعالمياً بعد تدمر؟ ماذا عن دعم الأمريكيين والفرنسيين بشكل خاص للإرهابيين مالياً وعسكرياً وبشرياً؟ ومن يتولى اليوم تدريب إرهابيين جدد تحت مسمى (المعارضة المعتدلة) في المعسكرات التركية، بتمويل خليجي وتركي؟!
أيّ عهر سياسي وأخلاقي تمارسه الولايات المتحدة وشركاؤها؟! ومن يصدق تباكيهم على مصير السوريين؟ ومن فرض الحصار عليهم؟ من حاربهم برغيف الخبز وقطرة الدواء؟ من يدعو إلى مؤتمرات لحل الأزمة السورية سلمياً، في الوقت الذي يدعم فيه التنظيمات الإرهابية الإقصائية الهادفة إلى هدم كيان الدولة السورية وتفتيتها أرضاً ومجتمعاً؟!
تدمر، شهيدة الرومان في الماضي، وشهيدة الغزو الإرهابي اليوم، مهدّدة بالمجازر الدموية، وحسب ما نقلت صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية، فإن إرهابيي داعش ملؤوا شوارع تدمر بالرؤوس المقطوعة. أما آثار تدمر التي أبهرت العالم، ودللت على حضارة السوريين، فمصيرها اليوم قد يكون شبيهاً بمصير الأوابد التاريخية والدينية التي حطمتها يد الإرهاب التكفيري الوهابي.
المساعي السلمية لحل الأزمة السورية سلمياً اتخذت طابعاً جديداً بعد لقاء الروس والأمريكيين، إذ اتفق الطرفان على أهمية إحياء اجتماعات جنيف 3 استناداً إلى بنود جنيف 1 مع الاعتراف بضرورة الحفاظ على سورية كياناً موحداً وبقاء الرئيس الأسد، هذا ما أعلنته الخارجية الروسية ممثلة بنائب وزير الخارجية بوغدانوف. والسؤال هنا: كيف ستنعكس نتائج جنيف ،3 على افتراض نجاح المتحاورين في التوصل إلى اتفاق على أرض الواقع، وجيش الإرهابيين لا يعترف إلا بسفك دماء السوريين واستباحة مدنهم ومقدساتهم وأوابدهم؟!
دون جهد عالمي مكثف، تشارك فيه الدول الكبرى عسكرياً وسياسياً للقضاء على الإرهاب الذي تمثله داعش والنصرة وحلفاؤهما، لن تثمر أي مؤتمرات، ولن تنجح أي مساع لحل الأزمة السورية.
المعارضة السورية التي تستعد لعقد اجتماعاتها في القاهرة وكازاخستان وربما في أماكن أخرى، عليها أن تدرك أولاً أن بقاء سورية أرضاً وشعباً فوق أي اعتبار سياسي وأي مصلحة حزبية أو فئوية، وأن صمود السوريين يتطلب توافقهم لتسهيل حشد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب التكفيري.
تزداد مصاعب السوريين، لكنهم لن يتخلوا عن دعم صمود جيشهم.
ولقد آن لنا أن ندرك أهمية تأمين مستلزمات هذا الصمود المادية والمعنوية:
1- أوقفوا العبث بلقمة الشعب.
2- كافحوا الفساد المرعب.
3- ساندوا المنتجين الوطنيين كي يستمروا.
4- طبّقوا بنود الدستور فيما يتعلق بالتوقيف والاعتقال.
5- ولْيُطْلَق سراح الموقوفين الذين لم يحملوا السلاح ولم يتورطوا بالتآمر على سورية وشعبها.
الشعب السوري لن يفرط بوحدة بلاده، ولن يستكين لمحاولات تفتيت نسيجه الاجتماعي المتآلف، وسيبني مستقبله الديمقراطي.. العلماني، رغم الغزو الإرهابي الأسود.