يا صغيري
صغيري المتعب، إنني أكرهك. أكاد لا أستطيع أن أراك.
تكاد تصبح ثقباً أسود في قلبي.
فقدتَ كل بريقك الفضي، فأفقدتني بصر عينيّ
وأنت الخرابة الصغيرة
الخرابة الوحيدة المتبقية من رمادي
رماد حرب خسرتها وما زالت تنازعني، وتسطر انتصاراتها عليّ.
الدخان يملؤني، كذلك البارود
إنّي موسومة بكل رموز الهزيمة، خائفة
متعبة
متعبة وبعيدة.
وأنت خرابتي الملونة القديمة والجميلة
و إنّي أراني حولك
غيمةً حيناً..
يداً لبابك العتيق حيناً..
أو أراني أنت..
درجاً حجرياً أبيض للأعلى.. ويطلّ على الخراب
كخسارة مستعدّة لتحين..
كانتحار!
أنت الخسارة التي لن أتخلى عنها يوماً
ولن أسلم منها.. ولن تسلم مني
ها أنت تركض في الحياة كأحمق
لا تبالي.. تسرق الأحذية، تسرق الشالات وأوراق الخريف
تصدم رأسك في الجدران
ترمي حذرك في جيوب الغرباء، تهرب صوبي
صوب عثرات الحنين.
وأنا الهاربة يا صغيري الأبله، أكرهك.
أكره حرباً أضاعتنا، حرباً أنضجتنا..
حرباً غرست مخالبها في الروح والجبين
أتذوق دمائي.. ممزوجةً بالملح والتراب
من التراب هربت، وإلى التراب
قد هربتُ دونك.. ما حميتُ سواك
قد هربتَ دوني.. وما آذيتَ سواي
من التراب إلى التراب إلى الخراب!