نشاطات ثقافية فنية في حلب الصامدة

بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها حلب، ورغم القذائف المتساقطة وصوت سيارات الإسعاف الذي يتعالى بين الحين والحين وأزمة الغاز والمازوت وبرد الشتاء ! يصر الشعب السوري في حلب على مواجهة الفكر التكفيري بإقباله على منتديات الفن والإبداع.

تظاهرة السينما السورية الحديثة

فقد تم برعاية الدكتور محمد مروان علبي محافظ حلب بالتعاون مع مديرية الثقافة وفرع نقابة الفنانين، وعلى مسرح النقابة، وضمن فعاليات النادي السينمائي ومهرجان الشباب السينمائي في حلب (تظاهرة السينما السورية الحديثة) التي أقامها الأستاذ فاضل الكواكبي الناقد السينمائي المعروف مدير نادي السينما في حلب، والذي عرض فيه خمسة من الأفلام السورية الحديثة من إنتاج 2010 وما بعد، خلال أسبوع بدأ في 6/12 وانتهى في 11 كانون الأول 2014.

كانت الأفلام حسب تسلسل العرض:

الشراع والعاصفة/ إخراج غسان شميط، دمشق مع حبي/ إخراج محمد عبد العزيز، طعم الليمون/إخراج الفنان الراحل نضال سيجري، مريم/إخراج باسل الخطيب، الموت حباً/إخراج حسام الخطيب، وقد ألغي عرض فيلم صديقي الأخير/إخراج جود سعيد بسبب انقطاع عام للكهرباء تزامن مع موعد عرض الفيلم، وقد تلا كل عرض جلسة حوارية نقدية أدارها الناقد السينمائي فاضل الكواكبي، وجرى تكريم المخرج حسام حمود مخرج فيلم (الموت حباً) في ختام التظاهرة.

وفي مقابلة أجراها مراسل النور مع الأستاذ فاضل قدم استعراضاً تقييمياً نقدي للأفلام المعروضة والمهرجان قال فيها:

إن إقامة (تظاهرة السينما السورية الحديثة) هي محاولة لإعادة إحياء نشاط النادي السينمائي في حلب، الذي أسس عام 2011 ضمن مديرية الثقافة، وعرض معظم الأفلام السورية الحديثة التي أعيد عرضها في هذه التظاهرة باستثناء فيلم (الشراع والعاصفة) الذي لم يعرض سابقاً في حلب.

فكرة التظاهرة هي مقاربة نقدية للسينما السورية الحديثة التي أنجزت بعد 2010 ومحاولة اكتشاف الأساليب والتوجهات الفنية والفكرية لها، وتقديمها للجمهور الذي لم تتح له فرصة مشاهدتها عندما عرضت في دور العرض العامة، فقمنا أنا والزملاء غسان ذهبي وحسام حمود بانتقاء ستة أفلام، منها ثلاثة من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وواحد من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني، وواحد من إنتاج الفضائية التربوية، وواحد إنتاج قطاع خاص، أرى أن هذه الأفلام هي أفضل ما أنتج بعد عام 2010 باستثناء فيلم (الشراع والعاصفة)، فلي عليه مآخذ نقدية وفنية، لكن من المهم عرضه لأنه مأخوذ عن رواية الكاتب الشهير حنا مينة بنفس الاسم، وذلك لإطلاع جمهور حلب السينمائي عليه.

وأعتبر أن أهم هذه الأفلام هي: (مريم)، وكذلك أشيد بالمستوى السينمائي لفيلم (دمشق مع حبي) وفيلم (صديقي الأخير)، وبالمعالجة الفنية الرفيعة لفيلم (طعم الليمون)، أضيف أن التظاهرة هدفها إعادة إحياء الطقس السينمائي، الذي شهد تراجعاً منذ ثمانينينات القرن الماضي وزادت في ذلك الأزمة السورية، وتقديم رؤى نقدية متعددة لكل عرض.

إن الطقس السينمائي طقس حداثوي ونهضوي بامتياز، وهو دائماً مرتبط بنهضة الأمة وقدرة المجتمع على الوقوف في وجه التيارات المحافظة والظلامية التي تريد القضاء على التنوير وحرية الإبداع، وهو طقس اجتماعي له سحره الخاص المختلف عن المشاهدة المنزلية، ومرتبط بازدهار الطبقة الوسطى التي شهدت نكوصاً نحو المزاج المحافظ منذ الثمانينيات.

وأخيراً أؤكد على استمرار نادي السينما ومتابعة مهماته الأساسية في التنوير، وتعريف المشاهد بنتاجات السينما السورية خصوصاً، والعربية والعالمية عموماً، ويجب أن نذكر في هذا المجال الدعم الإيجابي الكبير الذي قدمته المؤسسة العامة للسينما منذ إنشاء النادي، وأقدم شكري لمسؤوليها على هذا التعاون وأتمنى استمراره.

أمسية موسيقية

كما أقامت جمعية الثقافة الوطنية مساء الأحد 14كانون الأول أمسية موسيقية كلاسيكية رائعة للبيانو أداها العازفان السيدة سيفان بربريان سلاحيان والسيد هوسيب كريكوريان، بإشراف البروفسورة السيدة مارغريت خجادوريان بندك على مسرح ياسيان بحي السليمانية بحلب، قدم فيها العازفان بعض القطع الموسيقية الشهيرة لبعض المؤلفين الموسيقيين العالميين مثل أرام خجادوريان وفرانز ليست وباخ.

أمسية شعرية

وبوجود العديد من النقاد والشعراء والمهتمين بالأدب جرت أمسية شعرية في صالة القواف للفنون بحلب قدم فيها الشاعر الشاب أحمد قباني بعضاً من قصائده، وتلا ذلك حوار حول أسلوب الشاعر وتجربته الشعرية.

المهرجان السنوي الياباني

وأقام المركز الياباني للتعاون الأكاديمي في مقره بجامعة حلب، والذي يدرس اللغة اليابانية، مهرجانه السنوي الذي شهد إقبالاً منقطع النظير وعُرضت فيه بعض مظاهر الثقافة التقليدية اليابانية في تسعة أقسام:

الرسوم المتحركة / أنيمي ـ المسرح الياباني/ كابوكي ـ الخط الياباني/ شودو ـ قاعة الشاي/ سادو ـ فن طي الورق/ أوريغامي ـ اللباس الياباني/ يوكاتا ـ الحساب الياباني/ سوروبان ـ تنسيق الزهور/ إيكه بانا ـ الأغنية اليابانية /أوتا.

كان المهرجان رائعاً أطلع زواره على فنون يابانية عريقة في غاية الجمال، وتوزع فيه بعض طلاب وطالبات المركز العرب الذين يدرسون اللغة اليابانية وقد ارتدوا اللباس الفولكلوري الياباني يستقبلون الزائرين معرّفين وشارحين.

العدد 1140 - 22/01/2025