يا حكومتنا.. الأولوية لإغاثة أهلنا في حلب ودير الزور
لم يترك السيد رئيس مجلس الوزراء شاردة ولا واردة، في حديثه لأعضاء مجلس الشعب في ختام دورتهم، وعرض جهود الحكومة في المرحلة الحالية التي تواجه بلادنا فيها أشرس غزو إرهابي عرفته البشرية، وعزا الكثير من المعضلات- وهو محقّ هنا- إلى الحصار الجائر وجرائم الإرهابيين، لكننا هنا نريد التوقف عند مسألة لها طابع الاستثناء: هل بذلنا الجهود الكافية لإغاثة أهلنا المحاصرين في دير الزور وحلب؟
صحيح أن ظروف الحصار الإرهابي قاسية في المدينتين، لكن الصحيح أيضاً أن مئات الألوف من أهلنا ينظرون إلى حكومتهم باعتبارها المنقذ والحامي، خاصة في ظل تواضع إمكانات المجتمع المحلي.
لقد وصلت أسعار المواد الأساسية للمواطن في المدينتين إلى أرقام فلكية، وفُقدت الأدوية، واستغل بعض الفاسدين وصول المواد التي استطاعت الحكومة إيصالها، وجمعوا الملايين من خلال احتكارها وتوزيعها على المحظيّين.
أهلنا في حلب يعانون فقدان الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية والأدوية، وأهلنا في دير الزور، المحاصرون حتى الاختناق، يفتقدون كل شيء، ويُخشى من محاولات الإرهابيين تجويعهم حتى الموت.
فلتتركز جهود وزير التجارة الداخلية بشكل رئيسي في المرحلة الحالية على إيصال المواد الضرورية إلى المدينتين المحاصرتين، وليسهر وزير المياه على إيجاد بدائل لمصادر المياه المغذّية لمدينة حلب، التي يتحكم بها التكفيريون، وليسعَ وزير الكهرباء إلى ابتكار الوسائل البديلة لتقديم الكهرباء، ولو بفترة (تقنين)، إلى أهالي حلب.. أما وزير الاتصالات فلابد له من وسيلة لتأمين الاتصالات مع المدينتين ولو كانت مكلفة.
الخبز.. الأدوية.. المياه.. والمواد التموينية إلى حلب ودير الزور بالسرعة القصوى، هذا ما نطالب حكومتنا بتأمينه.
في المرحلة الحالية رفعت الحكومة شعار التركيز على الأولويات، ونحن نرى أن إغاثة أهلنا في المدينتين على رأس هذه الأولويات.