هل يقسو رجل عليكٍ؟.. إلى حنانه أعيديه!
يفقد معكِ حنانه، دفأه ورعايته، يترقب هفوة ليفجر في وجهك غضباً مزمناً. لا يبتسم بوجهك، لا يلتقي بعينيكِ، يهرب في السلم وفي حروبه يقتحم سكونك. هل سألتِ نفسكِ يوماً: لمَ قد يقسو رجل رائعٌ عليكِ؟
إن كنتِ امرأة مستقلة، أنيقة أو مباشرة، البساطة أسلوبك الحياتي، لا تنتظري إعجاباً من كل أصناف الرجال ولا تتوقعي استحساناً يحيلكِ امرأة مثالية في نظرهم. شرقي الطباع أو غربيّها، يترقبك الرجلُ من بعيد، أنت التي تعلمتِ السباحة دونه وتعثرتِ، لن تحصلي على ذراعيه تمتدان لتعبرا بكِ ضفة سلامك. فالطفل الكامن في صميمه: الطيبُ، الأناني. يحتاجك الأنثى الأم، الأم التي لن تخذله، ولن تلجأ إليه، لتقطف أمانهما، وإن تمناها ضمنياً أن تفعل.
لن يعلمكِ الصيد، سيغدق عليكِ أسماكه. هكذا يخلقُ منكِ مترقبة صامتة عند عتبته. يفتح الباب حينَ يغزوه شوق العطاء. ويغلقه حينما يَملُّ إحسانه، أو يفلسُ من قبولكِ له، للمحسن الكريم..! تمضي كثيرات في فن التبعية هذا، وتعرف كيف تجذب الرجل وأسماكه، وتستريح من الصيد وتعلمه. وتتنقلُ عمراً بين العتبة والباب، داخله وخارجه، حتى يذوي الصياد هذا أو ذاك ويجفّ الصيد ووجهها.
ورغم ذاك الرجل ليس خصمك، إنه المجتمع القابع داخله، تقاليده وأعرافه بكل أغلالها. اكسري قسوته، يحاول ترويضكِ، بدفئكِ وذكائكِ روّضيه:
ركزي على الطفل الكبير الباحث أبداً عن الحنان والغفران، التشويق والمفاجآت، لا تتخلي عن غموض المرحلة القادمة لسلوككِ الطيب، دعيه في دائرة التخمين والإثارة.
يتعند برأيه! اتركيه. تحركي بالنقاش بصوتٍ منخفض حيثما تجيدين المناورة. إلى أضعف النقاط في موضوعه انتقلي، واستمدي منها قوة إقناعك.
حين يهدد ويتوعد، تمسكي بهدوئك، للهدوء والصمت سحر يزيد من حيرته ويشكك في مدى تأثير تهديده عليكِ.
لا تعيّريه بماضيه البسيط أياً كانت نقاط سوئه، تجاهلي العتمة واهتمي بزوايا الضوء. لا تتغني بما حققتِه. دعي إنجازك يتحدث عنك.
تعاملي مع غيرتكِ بوعي، احتجبي عن قلقكِ أمامه، ادعمي الجوانب التي يفتقدها فيك دون ملاحظته. واكتمي الحديث عن نقاط ضعفك.
لا تثيري غيرته، الثقة التي منحكِ إياها تغادر بلا رجعة إن غزاها الشك. اجعليه أمير حياتكِ، مهما كان غيره متفوقاً عليه.
لا توافقي على كل ما يطلبه منكِ. يملُّ الرجل ممن تهز رأسها بالموافقة دوماً. كما أن العناد مدمرٌ في معظم الأحيان. حاولي تقبّل وجهة النظر المعاكسة. أجّجي النقاش البناء وجادليه بذكاء.
اجعلي المنزل ملاذه الآمن، وجهته المحببة. براعتك في تشكيل المكان وسكب أنوثتك سرّ تعلقه. اعتمدي التجديد والتغيير.
تخلي عن الثرثرة معه وعنه. ولا تكثري من الشكوى والتذمر، كلما قلّ التعبير بالكلمات وصل المطلوب من الفكرة أكثر. ابحثي عن الحل وناقشيه، أو اطلبيه بثقة وجوده. لإعلامه عن أحوال الآخرين، ابتعدي عن التفاصيل غير الضرورية.
اهجري النكد، رغم فعاليته عقاباً له، لكنه لا يغيب من ذاكرته ويستعمل نكدكِ ذريعته. سلاحه ضدك في كل مواجهة.
استشيريه في أمورك واجعليه يؤكد قرارك بها، اختاري لمطالبكِ الوقت الملائم. استعملي كيدكِ الناعم.
للدهاء مكانته حينَ تشرب امرأة دمعها، وتلتقط أمانيها وحدها. إنه الرجل أيتها المرأة يرغب بصوت يباعُ لأجله، يكتفي بابتسامة تومئ بالحب والرضا، يريدك حورية بحره. شاركيه ما جنيتهِ. أخفي عنه قصبة السنارة، تعب الانتظار وجروح الأصابع. رغم كل ما يتشدق به في حلقات حقوق المرأة ومجموعات الثقافة وتبادل الحضارات. يحتاجكِ أنثاه قبل كل شيء، فيحنو ويرقُّ قلبه.
حين يكون الرجلُ قاسياً: ليس بأمر محبطٍ لكِ، هذا جزء من تكوينه المجتمعي والجسدي. وليس عليكِ بالمقابل أن ترفعي الراية. بارداً أو دافئاً كان، نضالكِ معه طويلٌ، فلا تستسلمي.